تدهورت الأحوال الصحية لمعتقلي «السلفية الجهادية» بالسجن المحلي بالدار البيضاء «عكاشة»، والذين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ 24 نونبر الماضي، ومن بينهم حسن الكتاني، الذي رفض تعليق الإضراب إلى حين تحقيق مطالبه، وفق ما أكده عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية «النصير» لمساندة المعتقلين الإسلاميين. وأضاف مهتاد، في تصريح ل«المساء»، أن ملف الإضراب وصل إلى الباب المسدود بالرغم من الجهود المبذولة من قبل الجمعيات الحقوقية. ويواصل ما يقارب ثلاثين معتقلا بسجن عكاشة إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم: «إغلاق زنازن فارغة لخلق اكتظاظ داخل الجناح»، و«الحرمان من التغذية ومنع المعتقلين من الاستفادة من التكوين المهني»، إضافة إلى: «منع الطلبة الجامعيين من الاستفادة من الإعلاميات» و«المنع من إدخال الكتب والمجلات والمواد الغذائية الأساسية». ومن جهة أخرى، من المنتظر أن يدخل معتقلو «السلفية الجهادية» بالسجن المركزي بالقنيطرة في إضراب جديد عن الطعام، احتجاجا على عدم التزام الإدارة بوعودها التي قدمتها لهم بهدف تعليق إضرابهم الأخير، ومنها تمكينهم من بعض الحقوق التي كانوا يتمتعون بها قبل إضرابهم عن الطعام، وعدم فتح أي تحقيق بشأن التعذيب الذي تعرض له بعض المعتقلين والذين قدموا شكايات متعددة إلى بعض الجمعيات الحقوقية خلال الأسبوع المنصرم. وعلاقة بالموضوع، وجه عشرون طالبا نزلاء السجن المركزي بالقنيطرة رسالة يطالبون فيها بتمكينهم من جو سليم لمتابعة دراستهم. وأوضحوا أن بحوثهم التي بذلوا جهودا لإنجازها تعرضت للتلف والرمي بسبب ما عرفة السجن من أحداث بداية الشهر الحالي. وأكدوا، في بيان لهم توصلت «المساء» بنسخة منه، أنهم لا يتوفرون لا على «دروس ولا حواسيب ولا طاولات و لا سبورة تساعدهم على التحصيل العلمي ولا أي مساعدة». يذكر أن أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أكد في لقاء له مع منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، تم يوم ال 11 من الشهر الجاري، أن إحدى لجان المجلس المكلفة بتفقد أحوال السجناء وضعت طلبا لدى المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بهدف زيارة المعتقلين والاستماع لهم. كما تعهد ببعث توصية جديدة إلى مديرية الشؤون الجنائية والعفو التابعة لوزارة العدل لتذكيرهم بطلبات العفو التي عرضها المجلس على أنظار اللجنة بتنسيق مع المنتدى. واتفق الطرفان على تفعيل آلية المقاربة التصالحية ومسألة العفو في ملف معتقلي «السلفية الجهادية».