يواصل المعتقل حسن الكتاني إضرابه عن الطعام الذي جاوز 48 يوما احتجاجا على استمرار زيارة أسرته له في ظروف وصفها شقيقه حمزة الكتاني ب»اللاإنسانية»، إذ أوضح أن أسرته تزوره في قبو لا يصلح حتى للحيوان، فبالأحرى الإنسان. وأكد الكتاني، في ندوة نظمت أول أمس بالرباط تحت شعار من «أجل إنصاف ومصالحة شاملة»، أن أسرته طرقت إدارة مندوبية السجون بهدف اللقاء بها، لكن دون نتيجة تذكر، كما بعثت بالعديد من الرسائل إلى مختلف المسؤولين بالمغرب من أجل المطالبة بإطلاق سراح شقيقه المحكوم بعشرين سنة سجنا نافذا. وتدهورت الحالة الصحية للكتاني، نزيل سجن عكاشة بالدار البيضاء، الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ 24 من شهر نونبر الماضي من أجل المطالبة بإعلان براءته وتحسين شروط استقبال أسرته ونقله إلى السجن المحلي بسلا. وأشار حمزة الكتاني إلى أن شقيقه سبق أن أعلن عن مواقفه الواضحة من الإسلام والملكية والوحدة الترابية. وتساءل المشاركون في الندوة عمن يقف وراء تعثر العديد من المبادرات التي تم اقتراحها في الموضوع من أجل الطي النهائي لهذا الملف، خاصة أن العديد من المعتقلين تقدموا بطلبات العفو الملكي كآلية لطي هذا الملف دون نتيجة تذكر. هذا العفو الذي توقفت استفادة هذه الفئة منه منذ سنة 2006 بعدما تم تسجيل حالة العود بعد تفكيك خلية أنصار المهدي. وقدم عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين، نظرة حول السجون، إذ قال إن أوضاعها تدهورت، و أن الصراع بين المعتقلين والمندوبية بدأ يأخذ شكل إضرابات مفتوحة عن الطعام واعتصامات غالبا ما تنتهي بالضرب والتجريد من الثياب والعزل في زنازن انفرادية، ليتكرر احتجاج الأسر أمام الوزارات والإدارات. واستثنى مهتاد دفاع جمعيته عن الذين ثبت تورطهم في أعمال إجرامية من قبيل القتل واستهداف الأبرياء واعترفوا بالمنسوب إليهم أمام المحاكم. وتطرق توفيق مساعف بنهمو، أحد المحامين الذي رافع في قضايا الإرهاب، إلى أن العديد من المحامين رافعوا في هذه القضايا، بالرغم من عدم تخصصهم في المساطر الجنائية بعدما طلب من بعض أصحاب البذل السوداء عدم الترافع في هذه الملفات واستجابوا لذلك. ووصف بنهمو مرحلة متابعة معتقلي ما يسمى ب«السلفية الجهادية» بسنوات الظلام، موضحا أن الملفات المعروضة تتشابه وتم إعدادها بنفس الطريقة. وحضر الندوة العديد من أفراد عائلات الضحايا يحملون صورا لذويهم، وأجهش بعضهم بالبكاء في ختام اللقاء بعدما تحدثت إحدى النساء عن المعاناة التي تعيشها الأسر، خاصة الأطفال.