أتى حريق، مساء يوم الجمعة الماضي، على أربعة محلات تجارية لبيع الملابس الجاهزة والأحذية بزنقة بني مرين، الزقاق الخلفي لممر الأمير الشهير بمدينة مراكش. وقد تصاعدت أعمدة الدخان من نوافذ المحلات الأربعة، بعد تماس كهربائي بسطح (سدة) أحد المحلات التجارية، حسب إفادات بعض شهود العيان. واستنفرت النيران المتصاعدة من المحلات التي توجد بمحاذاة فندق علي ومكتب بريد جامع الفنا، رجال المطافئ، الذين هرعوا إلى عين المكان على وجه السرعة، تفاديا لأي مضاعفات محتملة، خصوصا وأن المنطقة تعرف حركة كثيفة لأبناء المدينة وزوارها من السياح الأجانب، وتعرف تواجد محلات تجارية أخرى قد تنتقل إليها ألسنة اللهب. وقد تمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الجمعة، مستعينين في ذلك ببعض المتطوعين من أرباب المحلات المجاورة. كما عرف موقع الحريق حضورا مكثفا لعناصر الشرطة الذين طوقوا المنطقة حرصا على سلامة السلع والأشخاص، إضافة إلى حضور عناصر إدارة مراقبة التراب الوطني، نظرا لحساسية المنطقة التي لا تبعد عن ساحة جامع الفنا إلا بقرابة مائة متر. ومما زاد من قوة الحريق الذي خلف أضرارا مادية في المحلات، احتواء أحد المحلات على مواد سريعة الاشتعال (علب كارتون وأكياس بلاستيك ونايلون)، الأمر الذي عجل بانتقال النيران إلى المحلات المجاورة. وقد قامت مصالح الشرطة المختصة بفتح تحقيق في الموضوع لتحديد ملابساته. ويعد هذا الحادث، الخامس من نوعه الذي شهدته المدينة الحمراء في ظرف أقل من 20 يوما، بعد الحريق الذي شب الثلاثاء الماضي بورش بناء الفندق الجديد الذي يشيد على الوعاء العقاري لمؤسسة ابن يوسف، وقبل يومين من الحادث المذكور لقي حارس ليلي حتفه بمنطقة الازدهار بتجزئة السعادة بعد احتراق «عشه» الصغير الذي هو عبارة عن سيارة متهالكة، وأوضحت مصادر متطابقة أن الحارس كان ينام في السيارة إلى أن تفاجأ بلهيب النار يحيط به دون أن يتمكن من الخروج من داخل السيارة، مما أدى إلى مصرعه في الحين. وكان آخر هذه الحرائق، الذي شب في فندق «رياض موكادور» بمراكش نهاية الأسبوع الماضي، مما أسفر عن أضرار مادية دون حدوث خسائر بشرية. واستنادا إلى معلومات من شهود عيان فإن الحريق أتى على غرفتين من غرف الفندق بعد تماس كهربائي نتج عنه نشوب حريق صغير، ليتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على النار دون انتشارها في المرافق الأخرى. يشار إلى أن حريقا شب في قاعة سينما متقادمة، وحولها إلى خربة وسط الأحياء القديمة بمراكش.