سادت حالة استنفار قصوى بمنطقة أوريكا, التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 60 كيلومترا، عصر أول أمس الأحد، بعد إطلاق صفارات الإنذار اليابانية الصنع، بمجرد أن شعرت أن عواصف قوية بدأت تلوح بمعالمها في أفق الجبال الشاهقة. وأوضحت مصادر من عين المكان، في اتصال مع «المساء»، أن أمطارا خفيفة تهاطلت على منطقة أوريكا الجبلية تبعتها صفارات الإنذار التي تم استيرادها من اليابان لإشعار السكان والزائرين من خطر العواصف التي تتضح معالمها على بعد آلاف الكيلومترات. وقالت المصادر ذاتها، إن المنطقة أصبحت شبه معزولة يسودها ترقب كبير بعد إجلاء السكان والمصطافين وقطع حركة السير، وسط إنزال كبير لرجال الدرك والوقاية المدنية، تحسبا لأي تطور في حالة الطقس، في الوقت الذي عرفت فيه مراكش في اليوم نفسه قطرات مائية قليلة تهاطلت على المدينة الحمراء. وكانت أمطار رعدية قوية هطلت، مساء يوم الإثنين 22 يونيو الماضي، بأوريكا وخاصة في الكيلومتر 52 من (ولماس مرورا بالشلال سيتي فاظمة) قد أدت إلى تجمع سيول مياه جارفة، تسببت في سقوط الصخور وانجراف التربة وانهيار أجزاء منازل واجتياح حقول فلاحية، دون حدوث خسائر في الأرواح. كما أحدثت أيضا حالة من الفزع بين السكان وزوار المنطقة التي تعتبر منتجعا سياحيا مهما يستقطب الآلاف كل يوم, خلال فترة الصيف تحديدا. وأوضحت مصادر مطلعة أن صفارات الإنذار المبكر التي أطلقت ساهمت في الحد من الخسائر وتنبيه المواطنين، حيث لجأ السكان إلى الأماكن الآمنة بابتعادهم عن محيط الوادي الذي ارتفعت نسبة صبيبه بشكل كبير، فيما هرع الزوار دفعة واحدة إلى ترك المكان عبر سياراتهم، مما تسبب في عرقلة السير لمدة زادت عن ثلاث ساعات، واحتجاز بعض السيارات، نظرا لعدم وجود أية خطة محلية للإجلاء، وبسبب ضيق الطريق وتدهورها في نقاط كثيرة. يشار إلى أن منطقة أوريكا الجبلية السياحية يمر منها أحد أهم الوديان الشديدة الانحدار ووجود شعاب جانبية كثيرة، مما يسبب بين الحين والآخر وخاصة في فصل الصيف، فيضانات أدى بعضها إلى كوارث طبيعية وإنسانية، كان أخطرها فيضان صيف 1995 والذي خلف عشرات الضحايا، وأتت سيوله على الحرث والنسل والعقار، كما طمرت ما يزيد عن 50 سيارة، ومئات من الأشجار المثمرة، مما عجل بإنشاء نظام الإنذار المبكر بمساهمة يابانية أثبت لحد الآن فعاليته في الحد من الخسائر.