هبت رياح عاصفية مصحوبة بأمطار قوية على مدينة مراكش، مساء أول أمس الأربعاء، بعد موجة حر عرفتها المدينة طيلة فترة الصيف. وأحدث هذا التقلب في أحوال الطقس فجأة، خوفا شديدا وحالة من الذعر لدى سكان المدينة، جعلت المراكشيين ينتظرون كارثة تحل بالمدينة بعد العلامات الأولى للعاصفة التي دوى معها الرعد وسطع معها نور البرق في سماء مراكش. وحسب ما عاينته «المساء»، فقط تطايرت الصحون المقعرة «البرابولات» المثبتة فوق سطوح المنازل والتجزئات السكنية بمنطقة السعادة القريبة من السوق التجاري «مرجان». وقد أعاد هذا التقلب الجوي المفاجئ إلى أذهان المراكشيين فيضان صيف 1995 الذي ضرب منطقة أوريكا، والذي خلف عشرات الضحايا، وأتت سيوله على الحرث والنسل والعقار، كما طمرت ما يزيد عن 50 سيارة، ومئات من الأشجار المثمرة. واستنادا إلى معلومات من مصدر على إطلاع بالمدينة، فقد أسفرت العواصف التي حلت بالمدينة الحمراء عن عرقلة حركة السير ببعض الطرق التي تؤدي إلى كل من أوريكا وستي فاضمة... ورجحت مصادر «المساء» أن تسفر هذه العواصف القوية عن انهيار بعض المنازل الموجودة بالمدينة القديمة، والتي أضحت آيلة للسقوط في أي وقت، خصوصا حين هطول الأمطار الغزيرة التي تعرفها مدينة مراكش خلال فصل الشتاء. وفي منطقة أوريكا التي تبعد عن مراكش بحوالي 60 كيلومترا، خلف خبر الرياح الرعدية التي هبت وسط مراكش، حالة من الخوف الشديد لدى زوار المنطقة السياحية التي سبق أن عرفت مساء يوم الإثنين 22 يونيو الماضي، وخاصة في الكيلومتر 52 من (ولماس مرورا بشلال ستي فاضمة) تجمعا لسيول مياه جارفة، تسببت في سقوط الصخور وانجراف التربة وانهيار أجزاء منازل واجتياح حقول فلاحية، دون حدوث خسائر في الأرواح. وقد عمد بعض الزوار إلى قطع فترة العطلة الصيفية بالمنطقة والعودة إلى مراكش، تفاديا لأي حالة طوارئ يمكن أن تعرفها المنطقة، خصوصا وأن مديرية الأرصاد الجوية أكدت أن الرياح القادمة من الجنوب تحمل كتلا هوائية حارة وجافة ستضعف قوتها ابتداء من يوم الإثنين المقبل لتفسح المجال أمام قدوم كتل هوائية بحرية رطبة، مما سيسفر عن انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.