عرفت 48 ساعة الماضية، بعدد من مناطق المغرب، سقوط أمطار غزيرة، مصحوبة بالبرد، في ما يشبه عواصف شديدة القوة. وعلى قدر ما سجل من ارتفاع في درجات الحرارة، وارتفاع في نسبة الرطوبة، بكل المدن الشاطئية بالمغرب، فإن المناطق الداخلية، خاصة بالمناطق الجبلية وبالمناطق الشرقية، قد سجلت أمطارا اعتبرت في بعض المناطق « طوفانية ». أول الأخبار الواردة من إقليمالحوز، ومراكش، وإقليمخنيفرة، وإقليم فكيك، تؤكد أن الخسائر كبيرة، خاصة بمدينة فكيك، التي سجلت بها حالة وفاة واحدة، لشاب في مقتبل العمر جرفته مياه وادي « برمانة » بقبيلة « أولاد رمضان »، وأن كميات الأمطار الغزيرة قد جعلت مدينة فكيك مقطوعة عن العالم لساعات، مما صعب من أية إمكانية للتدخل من خارج المدينة، خاصة مع انقطاع الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين فكيك ووجدة. أما في إقليمالحوز، فقد شهدت منطقة إمليل ( على بعد 76 كيلومترا من مراكش باتجاه مولاي ابراهيم في أعالي الأطلس الكبير )، سقوط كميات وفيرة من الأمطار الطوفانية المصحوبة بالبرد، والتي تسببت في خسائر مهمة في منتوج التفاح.. فيما سجل بمنطقة شيشاوة، قطع الطريق الرابطة بينها وبين مراكش لأزيد من ساعة، بسبب فيضان وادي نفيس، مثلما تسبب البرد الكثيف في تكسير زجاج السيارات بمدينة شيشاوة. فيما جرفت المياه الغزيرة بقلعة السراغنة قطيعا من الغنم، قرب منطقة أولاد عبو. في إقليمخنيفرة، ضربت عاصفة رعدية قوية مصحوبة بأمطار طوفانية وحبات بَرَد (التَبْرُورِي) مناطق إيتزر وآيت مولي بزايدة وآيت توغاش بآيت عياش( وهي مناطق جبلية عالية ) وتسببت في خسائر وأضرار جسيمة على مستوى المساحات الزراعية. وبآيت عياش أدت الأمطار الطوفانية إلى عزل المنطقة، وإغراقها في سيول وأوحال جارفة نتجت عنها خسائر جسيمة في ضيعات شجر التفاح، علما بأن المنطقة معروفة على الصعيد الإقليمي بزراعتها وإنتاجها لهذه الفاكهة، وتعتمد عليها في بنيتها الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما أكدته الجماعة القروية في اتصال لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» بها، معبرة، في شخص رئيسها الأخ بوعزة باگي، عن قلقها البالغ حيال ما خلفته الكارثة الرعدية. ولم يفت هذه الجماعة التعبير عن تضامنها المطلق مع المتضررين، والتأكيد على مواصلة تتبعها لحالتهم ميدانيا. بعض الأخبار غير الرسمية، أكدت أن مصالح الداخلية والفلاحة بخيفرة قامت بتشكيل لجنة مشتركة لأجل القيام بالتحقيق في مخلفات الكارثة التي ضربت المنطقة، وفي هذا الإطار لم يفت سكان آيت عياش مثلا الإعراب عن استيائهم الشديد لكون مثل هذه اللجن غير مجدية، ولا ينتج عنها غير «المعاينة التي تشبه التفرج»، بل لم تكلف أي منها نفسها عناء التعامل مع الأضرار بالتدابير الملموسة ووسائل الدعم التي يتطلبها الوضع، إذ كم من مرة تعرضت فيها المنطقة لعواصف رعدية تسببت في خسائر جسيمة وحلت في شأنها الكثير من اللجن التي تكتفي في كل حين بصياغة التقارير ومساءلة المتضررين قبل أن تعود إلى مكاتبها، دونما تسجيل أية نتيجة أو فائدة قد تكون في مستوى شعارات «المخطط الأخضر». ويتخوف السكان من استمرار بقاء نداءاتهم مجرد صيحات في سوق «الطرشان».