العاصفة الرعدية المفاجئة التي اجتاحت خنيفرة أدت إلى تعطل خدمات الهاتف النقال وانقطاع التيار الكهربائي بمعظم أرجاء المدينة، وإلى إغلاق الشوارع والأزقة والأحياء بأكثر من موقع، واختناق على مستوى قنوات التطهير السائل، في حين غمرت المياه الطوفانية والأوحال الثقيلة المئات من البيوت، مما حمل العديد من المواطنين إلى قضاء ليلتهم بيضاء من شدة الهلع خلال عشر دقائق أو أقل، عاشت خنيفرة، قبل منتصف الليل بنصف ساعة، من مساء الأربعاء 21 أبريل 2010، عاصفة رعدية وبرقية هوجاء غير مسبوقة، وبينما جاءت محدثةً دوياً هائلاً، ترافقت بتساقط حبات بَرَد (التبروري) عنيفة، وزوبعة بسرعة قياسية، مسببة جوا من الذعر والرعب وسط السكان إلى درجة أن المئات منهم اعتقدوا أنها «القيامة» أو «الزلزال»، فيما وصفها البعض الآخر ب»إعصار» من النوع الذي تتحدث عنه أخبار الكوارث الطبيعية، وقد أكد عدد من المواطنين أن المدينة لم تشهد من قبل عاصفة رعدية بهذه الصورة، حتى أنهم خرجوا نحو الأزقة، بعد هدوء العاصفة، للاطمئنان على بعضهم البعض. وكان بديهيا أن يصاب العشرات من الأهالي بالارتباك لحظة العاصفة، ما بين أن يغادروا بيوتهم خوفا من سقوطها بفعل قوة العاصفة أو البقاء تحت سقوفها أمام استحالة الخروج إلى حيث كانت الأجواء تحت رحمة الكارثة الاستثنائية التي خلفت مشهدا مروعا لشعاب من السيول الطوفانية، وأكوام ومساحات من بياض حبات بَرَد لم تذب بسهولة كما لو كانت قطعا من الزجاج، فيما تعرضت العشرات من الأشجار والحدائق للإتلاف، وتكسرت المئات من النوافذ من شدة قوة البَرَد، ومن الطبيعي أن تحدثنا مصادر متطابقة عن مساحات ومحاصيل زراعية تعرضت هي الأخرى لخسائر وأضرار كبيرة. العاصفة الرعدية المفاجئة التي اجتاحت خنيفرة أدت إلى تعطل خدمات الهاتف النقال وانقطاع التيار الكهربائي بمعظم أرجاء المدينة، وإلى إغلاق الشوارع والأزقة والأحياء بأكثر من موقع، واختناق على مستوى قنوات التطهير السائل، في حين غمرت المياه الطوفانية والأوحال الثقيلة المآت من البيوت، مما حمل العديد من المواطنين إلى قضاء ليلتهم بيضاء من شدة الهلع، وفي الوقت ذاته علم أن بعض المرافق الإدارية، من بينها مقر العمالة، لم تسلم من التسربات المائية. وفي اتصالنا بالوقاية المدنية لمطالبتها بالانتقال إلى بعض المواقع التي غمرتها المياه، لم يكن مفاجئا أن يحدثنا الطرف الآخر عن الحالة التي توجد عليها المدينة بأكملها في تلك اللحظة، وكيف أن المصلحة عجزت عن مواجهة الوضع الكارثي رغم درجة الاستنفار وتجند كل ما لديها من بشر وآليات، وبذلك ظلت العديد من الأحياء تنتظر الإغاثة وعولت على سواعدها ومتطوعيها لإنقاذ الموقف، ولحسن الحظ لم تسفر الكارثة عن إصابات في الأرواح.