أدت أمطار رعدية قوية هطلت مساء يوم الإثنين 22 يونيو 2009 بمنطقة أوريكا ضواحي مدينة مراكش إلى تجمع سيول مياه جارفة، تسببت في سقوط الصخور وانجراف التربة وانهيار أجزاء منازل واجتياح حقول فلاحية، دون حدوث خسائر في الأرواح. كما أحدثت أيضا حالة فزع كبير بين السكان وزوار المنطقة التي تعتبر منتجعا سياحيا مهما يستقطب الآلاف كل يوم. وقالت مصادر مطلعة إن صفارات الإنذار المبكر التي أطلقت ساهمت في الحد من الخسائر وتنبيه المواطنين، حيث لجأ السكان إلى الأماكن الآمنة بابتعادهم عن محيط الوادي الذي ارتفعت نسبة حقينته بشكل كبير، فيما هرع الزوار دفعة واحدة إلى ترك المكان عبر سياراتهم، مما تسبب في عرقلة السير لمدة طويلة واحتجاز بعض السيارات، نظرا لعدم وجود أية خطة محلية للإجلاء وبسبب ضيق الطريق وتدهورها في نقاط كثيرة. وقال شهود عيان إن المنطقة أصبحت شبه معزولة، وشوهد عدد من أبنائها مجندين من أجل إزالة الصخور من وسط الطريق، وتحرير بعض السيارات التي كان يضم بعضها سياحا أجانب، وذلك بعد تأخر الآليات الضرورية لمثل هذا العمل. فيما وصف الشهود تدخل رجال الدرك بمنطقة اوريكا بالشجاع والفعال، إذ ساهموا وبشكل كبير في إعادة تنظيم حركة السير، وضبط النظام العام، وتقديم بعض المساعدات للسكان والزوار. يشار أن منطقة أوريكا الجبلية يمر منها أحد أهم الوديان الشديدة الانحدار ووجود شعاب جانبية كثيرة، مما يسبب بين الحين والآخر وخاصة في فصل الصيف، فيضانات أدى بعضها إلى كوارث طبيعية وإنسانية، وكان أخطرها فيضان صيف 1995 والذي خلف عشرات الضحايا، مما عجل بإنشاء نظام الإنذار المبكر بمساهمة يابانية أثبت لحد الآن فعاليته في الحد من الخسائر.