تأثرت الحالة الجوية بإقليميخنيفرة وميدلت، منذ مساء يوم الاثنين الماضي، بحالة من عدم الاستقرار، إثر هبوب رياح عاصفية قوية مرفوقة بهطول غزير للأمطار.نمودج للفيضان الذي ضرب مدينة خنيفرة تصوير :(كايز) وشهدت مدينة ميدلت والمناطق المجاورة أمطارا كثيفة ومتواصلة منذ بداية الأسبوع الحالي، ما استدعى اتخاذ تدابير استثنائية للتعامل مع خطر تشكل السيول وانهيار المنازل. لقي رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة، في الخامسة والستين من عمره، حتفه غرقا، فجر الثلاثاء الماضي، بمركز بومية، إقليم ميدلت، بعد أن داهمت سيول مدمرة منزله الكائن بدوار تيغزة (ثلاث كيلومترات عن بومية). وأكدت مصادر "المغربية" أن الرجل المتوفى كان نائما بمنزله رفقة زوجته وأبنائه، وعند الفجر اكتسحت المياه، التي وصل علوها المترين، منزله الأمر الذي أجبر أفراد العائلة على مغادرة البيت بصعوبة، فيما الزوجة حاولت إنقاذ زوجها المعاق، لكن قوة التيار المائي حالت دون ذلك، ليرتفع عدد ضحايا الأحوال الجوية منذ بدايتها إلى ستة ضحايا، امرأة وبنتها قضتا غرقا بنهر أم الربيع يوم 13 يناير الماضي، ووفاة امرأتين بعد أن جرفتهما سيول بمولاي بوعزة، شهر فبراير، وهلاك امرأة بجبل بوحياتي إثر انهيار أحجار ضخمة على بيتها بداية شهر مارس. عواصف خطيرة وشهدت جماعة "تانوردي" بالإقليم ذاته عواصف رعدية خطيرة وتهاطل أمطار استمرت لنحو 6 ساعات متواصلة، ما نتج عنه ارتفاع منسوب الوديان ومجاري المياه التي خلفت خسائر فادحة في المزروعات والممتلكات. و أفادت مصادر "المغربية " أن فلاحا بدوار "تاروكوت" جماعة تانوردي فقد مائة وخمسين رأسا من الماشية، بعد أن جرفتها سيول واد "ايسردن"، بالإضافة إلى نفوق خمسين رأسا أخرى من الغنم إثر انهيار إصطبل. وفي مركز بومية، حسب مصادر فلاحية، غطت مياه الأمطار ما يناهز مائة هكتار من ضيعات شجر التفاح بالمحيط المسقي، ووفق ما أدلت به المصادر نفسها فإن مركز بومية اكتسحه سيول الفيضان، حيث بلغت المنازل التي غمرتها مياه الأمطار أربعين منزلا، فيما تسببت السيول القوية في خسائر فادحة بطرقات "تيزي نغشو" جراء الانجرافات وانزلاق التربة، الأمر الذي عجل بزيارة سلطة الوصاية لتفقد هول الدمار الذي أحدثته العواصف. واجتاحت السيول وروافد نهر أم الربيع، التي ارتفع منسوب مياهها إلى سبعة أمتار وأربعين سنتمترا، العديد من المنازل في عدة حياء بمدينة خنيفرة، ما أدى إلى إتلاف ممتلكات المواطنين، كما أتت السيول على البنية التحتية وقنوات الصرف الصحي، وتسببت في أضرار بليغة ببعض القناطر، نظرا لقوة التيار المائي، واجتاحت الأراضي الفلاحية، وأتلفت المزروعات، والأشجار المثمرة. توقف حركة السير وإلى حدود الثلاثاء الماضي، استمرت الأمطار بالتساقط بغزارة بإقليمخنيفرة، ونتج عن ذلك ارتفاع منسوب مياه نهر أم الربيع وبعض الشعاب بشكل مرعب، حيث داهمت السيول بعض المنازل وبعض الإدارات، جارفة معها أطنانا من الوحل والأحجار، زادها ضعف بنية قنوات الصرف الصحي، وصرف المياه المستعملة تعقيدا، وهو ما جعل السيول الجارفة للنهر تتسرب بقوة داخل بعض الأزقة ومنها إلى الأحياء والمنازل والتي غادرها سكانها قبل أن تجرفهم مياه وسيول نهر أم الربيع الغاضبة، ما حتم على المكتب الوطني للكهرباء قطع التيار الكهربائي على الأحياء المتضررة. ووفق ما أدلت به المصادر فإن حركة المرور توقفت كليا بالطريق الرابطة بين خنيفرة ولقباب وكروشن، وظلت مقطوعة بسبب انزلاقات التربة وعادت إلى وظيفتها بعد تدخل مندوبية التجهيز. واكتسحت السيول الجارفة مقر المحكمة الابتدائية، حيث غمرت المياه بعمق متر تقريبا مكتب الرئيس ومكاتب القضاة ومصلحة السجل التجاري، ومكاتب الضبط والإحصائيات وقاعة الجلسات، ما دفع بنقل الجلسات إلى مقر محكمة الأسرة حفاظا على السير العادي للمحاكمات. وفي السياق نفسه لم تسلم أيضا النيابة العامة من المعاناة حيث داهمت السيول مكتب وكيل الملك ومكاتب النواب وكتاب الضبط، ما استدعى حضور الوقاية المدنية لشفط المياه والأوحال التي غمرت المحكمة وأتت على بعض الوثائق. وتوقفت حركة السير بالطريق الوطنية الرابطة بين خنيفرة ومريرت في يوم الثلاثاء الماضي بعد تسجيل انزلاقات للتربة نتج عن ذلك انهيار الطريق بمنعرجات "تكط"، حيث توقفت حركة المرور مدة ساعتين، الأمر الذي استدعى تدخل الآليات الإقليمية وجرافات وزارة التجهيز لإعادة الأمور إلى نصابها. وعاشت مدينة مريرت يوماً عصيبا بفعل الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها على مدار ساعات الأيام الماضية، في ظل تشكل سيول قوية اجتاحت معظم الشوارع الفرعية جراء التجمع الكثيف والسريع لمياه الأمطار القادمة من مختلف المنافذ المائية على أطراف المدينة. من جانبه أورد مسؤول إقليمي أن مديرية التجهيز في كل من إقليميخنيفرة وميدلت اتخذت الخطوات اللازمة منذ بداية الأمطار الغزيرة على مختلف مناطق الإقليمين موضحا أن كافة الطرقات سالكة بعد توقف حركة المرور لساعات في كل من الطريق الرابطة بين مكناسوخنيفرة وبالطريق الرابطة بين خنيفرة والقباب من جهة، وبيت كروشن والقباب من جهة أخرى. وأكد المسؤول أن كافة الآليات الإقليمية والتابعة للمديرية وطواقمها كانت في جاهزية تامة للتعامل مع أي طارئ قد ينجم بسبب الأحوال الجوية مضيفا أن عددا من الكاسحات وزعت في الأماكن التي من المتوقع، وكما جرت العادة أن تشهد بعض الارتباكات التي قد تؤدي إلى إغلاق الطرقات.