عاشت خمس عائلات بأحد أكبر الأحياء الصفيحية بفاس نهاية أسبوعٍ مرعبة بسبب اعتقالات طالت أبناءها بعدما قاموا، في أمسية تسلية ليلة الجمعة/السبت الماضية، بصنع متفجرات وحشوها في قنينات واللجوء إلى تفجيرها بالقرب من المنطقة العسكرية المحاذية لهذا الحي. وأدى انفجار حوالي 7 قنينات محشوة بالأسيد والألمنيوم، ومواد متفجرة أخرى، بالقرب من الثكنات العسكرية بمنطقة ظهر المهراز بفاس إلى إعلان حالة استنفار قصوى وسط مؤسسة الجيش. وتم إطلاق صفارة إنذار لتجميع جحافل الجنود بهذه الثكنات قبل أن يطلب منهم الاستعداد لمواجهة أي اعتداء محتمل. واعتقد قادة جهويون للجيش بأن الأمر يتعلق بمحاولة اعتداء إرهابية. وأرسلت رسائل إخبار، عبر الاتصالات السلكية واللاسلكية، إلى مختلف الأجهزة الأمنية التي عمدت إلى محاصرة المنطقة بأكملها. وأفضت التحقيقات إلى اعتقال خمسة شبان لا تتجاوز أعمارهن 18 سنة، كانوا يعمدون إلى وضع هذه «القنابل» قبل أن يسرعوا بمغادرة المكان عبر استعمال دراجة نارية كانت في ملك أحدهم. وتعرضت منازل عائلات هؤلاء الشبان لتفتيش دقيق من قبل أجهزة الأمن. كما تعرض جل أفراد هذه العائلات لمسح أمني، تخوفا من أن تكون لجهات متطرفة علاقة بعملية صنع هذه المتفجرات. ودونت أجهزة الاستخبارات العسكرية واستخبارات الدرك و«الديستي» والاستعلامات العامة معلومات دقيقة حول مسارات كل من «ولد الميسوري» و«ولد العربي» و«ولد بولمان» و«ولد اشبابودة» و«ولد العيون»، وهي الألقاب التي يعرف بها هؤلاء الشبان المعتقلون، ثلاثة منهم يمضون جل أوقاتهم في «ألعاب» تسلية بالحي، واثنان منهم يمضيان حيزا من أوقات «الجد» في متابعة دراستهما. ويبحث رجال الأمن عن طالب متخصص في الفيزياء يتحدر من بلدة تاهلة، بنواحي مدينة تازة، كان أحد الشبان المعتقلين قد قال في اعترافاته إنه (أي الطالب المشار إليه) هو الذي لقنهم كيفية صنع هذه المتفجرات. وتتخوف السلطات من أن يكون هذا الطالب منتميا إلى أحد التيارات الطلابية في جامعة تشهد احتجاجات ومواجهات مع رجال الأمن في كل موسم جامعي. وهزت هذه الانفجارات المتتالية كل المناطق المجاورة وزرعت الفزع في صفوف قاطني الحي الجامعي ظهر المهراز، حيث غادر عدد منهم الحي هاربين بعيدا خوفا من انهيار محتمل لبناياته المتقادمة. وأمضى الشبان المعتقلون يومي السبت والأحد رهن الاعتقال في ضيافة مخفر ولاية أمن فاس، وقدموا يوم الاثنين إلى غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف، وتقرر إطلاق سراح أربعة منهم، فيما تم الاحتفاظ بخامسهم الذي حددت جلسة تقديمه، مرة أخرى، أمام الهيئة القضائية ليوم 27 نونبر الجاري. ومن شأن هذا الحادث أن يعجل بتنفيذ مشروع إخراج أو ترحيل هذه «المنطقة العسكرية»، التي تضم حوالي 5 ثكنات عسكرية، توجد وسط أكبر الأحياء الصفيحية بالمدينة وعلى مقربة من جامعة معروفة ب«حراكها السياسي».