حير انفجار هائل سمع دويه على بعد مئات الأمتار بحي السدري المجموعة 2 بعمالة مولاي رشيد سيدي عثمان بالدارالبيضاء مساء أول أمس الأحد مسؤولي الأمن وعددا من المحققين من الشرطة العلمية الذين تم استدعاؤهم على عجل قصد معرفة حقيقة ذلك الانفجار. وقد قضى المحققون ومختلف المسؤولين الأمنيين بمدينة الدارالبيضاء الذين وفدوا إلى مكان الحادث، الذي يبعد عن المقر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بعشرات الأمتار، ما يزيد على خمس ساعات بعين المكان دون أن يهتدوا إلى مصدر الانفجار ولا طبيعة الشيء الذي انفجر وما إذا كان الأمر يتعلق بقنينة غاز أو مواد متفجرة. ووجد المئات من سكان الحي الذين هالهم دوي الانفجار، الذي كسر جو الهدوء الذي كانت عليه منطقتهم السكنية، أنفسهم يناسقون بدون أي تنسيق بينهم، ويتجمعون بأحد الأزقة، وكل واحد منهم يشير إلى منزل معين ظنا منه انه منطلق ذلك الانفجار، ليتصل العديد منهم بالشرطة التي حضرت على عجل، حيث حضر قائد المنطقة وهو يرتدي ثياب المنزل، وبقي الجميع مشدوها نحو المنازل المشتبه بها، وتكررت المشاهد الساخرة والمضحكة في كل مرة يتم طرق باب من أبواب المنازل «المتهمة»، فبعد الارتياب في آثار دخان كان يلاحظ بشرفة أحد المنازل، اتضح أنه ناتج عن حريق قديم، في حين عمدت حشود المتجمهرين الذين دفعهم فضولهم لاستكشاف ما جرى إلى نسج وابل من الشائعات بين قائل إن الأمر يتعلق بتجريب وصفة للمتفجرات وبين قائل إنه يشم رائحة البارود إلى جانب غاز البوتان، وبين قائل إن مصدر دوي الانفجار هو القنينات الغازية الموجودة أمام محلات البقالين، في حين اختارت النسوة اللائي كن يطللن من شرفات منازلهن إبعاد التهمة عنهن والإشارة بأصابعهن إلى أن الانفجار وقع في الضفة الأخرى من الزقاق. بعد طول انتظار ستتم الاستعانة بالكلاب البوليسية التي قامت بإجراء مسح للمنطقة دون أن يسفر عن ذلك عن أي نتيجة، تنفس رجال الأمن والمحققون الصعداء بعد أن توقف أحد الكلاب البوليسية بالقرب من أحد المنازل ظنا منهم أنهم اقتربوا من فك لغز هذا الانفجار، وتم الاتصال عبر الهاتف على عجل بصاحب المنزل الذي لم يكن ساعتها موجودا، لكن المفاجأة المضحكة أنه حين دخول الكلب إلى مطبخ المنزل اتضح أن سبب تسمره بنافذة المنزل هو بقايا لحم كانت موجودة بالمطبخ أراد التهامها بسبب الجوع الذي كان يعاني منه ليتم اقتياده على عجل وإدخاله إلى قفص السيارة الخاصة التي أقلته إلى مكان الحادث، وبعد هنيهات وتشاور بين مسؤولي الأمن الذين استنفدوا جميع إمكانيات ووسائل التقصي، أعطيت الأوامر حوالي الساعة العاشرة والربع من ليلة أول أمس الأحد بالانصراف، مرجحين فرضية أن يكون الصوت الذي سمع دويه هو صوت انفجار عجلات شاحنة من الوزن الثقيل كانت تسير بالشارع المحاذي للحي. ومما زاد من إلحاح المحققين على معرفة مصدر الانفجار أنه وقع بالقرب من مقر حزب العدالة والتنمية بالمنطقة، و على بعد أيام من الذكرى السادسة لتفجيرات 16 ماي التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء سنة 2003.