قتيل واحد و6 جرحى حصيلة الانفجار الغامض الذي هز صبيحة أمس الأربعاء قاعة للألعاب بحي السالمية 2 بعمالة مقاطعة بن مسيك بالدار البيضاء، فيما سجلت أضرار مادية جسيمة بأربع بنايات مجاورة للعمارة التي وقع فيها هذا الانفجار، الذي يرجح أكثر من مصدر أمني أنه ناتج عن تفجر قنينة غاز شبه فارغة، كما حطم الانفجار وكالة بنكية تابعة للتجاري وفابنك بشارع الجولان تقع على بعد أمتار من مسجد السالمية 2. وانصبت تحريات الشرطة العلمية، التي انتقلت إلى عين الحادث، حول معرفة أسباب انفجار هذه القنينة التي ساعد وجود قنينات مشروبات غازية بجوارها في الرفع من قوة الانفجار، الذي تسبب في تحطم نوافذ المنازل المطلة على مكان الانفجار، كما تحطمت العديد من واجهات السيارات التي كانت متوقفة بمحاذاة مكان الحادث، فيما دمرت بشكل كامل سيارة من نوع بوجو 309 كانت متوقفة أمام محل قاعة الألعاب التي وقع فيها الانفجار. وأفاد شهود عيان بأنهم سمعوا ذوي انفجار هائل حوالي الساعة الثامنة و25 دقيقة، وعندما أطلوا من شرفات منازلهم شاهدوا سيارات متحطمة وبنايات مدمرة عن آخرها، وملأت شظايا الانفجار الشارع بأكمله. وأجمعت مختلف تصريحات المسؤولين الأمنيين، الذين هرعوا إلى عين المكان، على كون قنينة غاز صغيرة شبه فارغة تسبب انفجارها في حدوث ما وقع، حيث أدى انفجارها، حسب روايتهم، إلى وفاة الشخص الذي يشرف على قاعة الألعاب الذي احترق بالكامل، فيما أصيب مساعده بجروح بليغة، ويتعلق الأمر بحسن المغاري الحسيني، في عقده السادس، ومساعده زرهون عبد الرحمان، الذي يقطن بالحي المحمدي، حيث نقل إلى مستشفى ابن رشد في حالة خطيرة، فيما أصيبت امرأة كانت تمر لحظة الانفجار بالقرب من قاعة الألعاب وأصيب شخصان آخران باختناق نتيجة الغبار المتطاير، يقطنان في الطابق الأول للبنايتين المنهارتين. وحسب إفادات استقتها «المساء» من عين المكان، ذكر شاب يقطن بجوار قاعة الألعاب المتحطمة أن الانفجار القوي الذي وقع غداة يوم عيد المولد النبوي كان صداه قويا على قاطني منازل شارع الجولان بأكمله، حيث أحس العديد منهم بأسرة النوم تهتز تحتهم، ولما خرجوا إلى الشراع هالهم منظر الدمار الشديد الذي وقع بالبنايات المجاورة لمكان الانفجار. وقالت امرأة، حلت ضيفة على أحد سكان هذا الشارع بمناسبة عيد المولد النبوي، إنها فقدت سيارتها في هذا الحادث حيث كانت من بين السيارات العشر التي تضررت من الانفجار بسبب الشظايا المتناثرة على بعد عشرات الأمتار. وفي الوقت الذي قال فيه أكثر من مسؤول أمني إن الحادث لا علاقة له بتفجير إرهابي، تناقلت السنة الحشود الغفيرة من الناس، التي حجت إلى عين المكان لمعرفة ما وقع، فرضية أن يكون الانفجار ناجما عن تفجير عبوة بقاعة الألعاب المنفجرة. لكن هذه الرواية سرعان ما تم تفنيدها من قبل مسؤول الأمن، الذي فسر ما حدث بكون قنينة الغاز لما تكون شبه فارغة يكون انفجارها قويا بخلاف ما يعتقده كثير من الناس من أن قوة انفجار قنينة الغاز يكون قويا عندما تكون ممتلئة. ويضيف المصدر ذاته أن التفسير العلمي لما حدث هو أن قنينة الغاز عندما تكون فارغة حيث تنفجر تحدث دبدبة وأمواجا يمكنها أن تدمر عمارة بكاملها، وأن الانفجار يكون قويا عندما يصادف انفجار أجسام زجاجية كما حدث في التفجير الذي هز مدينة تولوز الفرنسية. ويشير هذا الطرح إلى أن الانتحاري، الذي فجر نفسه في ساحة الهديم بمكناس الصيف الماضي، غابت عنه معرفة ذلك عندما استعمل قنينة غاز ممتلئة. وتنصب جهود المحققين حول معرفة ما إذا كانت القنينة انفجرت مصادفة أم إن ذلك حدث بفعل فاعل. إلى ذلك، أوضحت مصادر من عين المكان أن المحل الذي وقع فيه الانفجار كان في الأصل يستعمل في اللحامة، وأن صاحبه، الذي لقي حتفه في الحادث، كان يجلب عددا من المتلاشيات ويضعها في قبو العمارة، من بينها قنينات فارغة تستعمل في أعمال اللحامة إلى جانب قنينات زجاجية.