خنيفرة : مراسلة خاصة تسارعت التطورات بشكل ملفت للنظر في حادثتي التفجيرات التي كانت ثانوية أبو القاسم الزياني بمدينة اخنيفرة مسرحا لها قبل حوالي أسبوعين، حيث انتهت التحريات الأمنية الى اعتقال عشرة تلاميذ وعلمنا أنها ستحيلهم يومه الجمعة على أنظار قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمكناس. وتعود وقائع هذه القضية المثيرة الى يوم 3 فبراير الجاري حينما أقدم أحد التلاميذ على تفجير قنبلة يدوية تقليدية في باب المؤسسة، وتكرر نفس التفجير يوم رابع فبراير لكن هذه المرة داخل القسم الدراسي، وأحدث التفجيران دويا كبيرا وهائلا، وما أن شاع خبر التفجيرات حتى تدخلت جميع الجهات الأمنية والعسكرية على الخط، وأمر وكيل الملك بفتح تحقيق في هذين التفجيرين، خصوصا وأن راديو المدينة بدأ يتحدث عن جهات إرهابية تسخر بعض التلاميذ الذين يتابعون دراستهم في شعبة الفيزياء لصناعة المتفجرات، واستمعت الضابطة القضائية الى أكثر من أربعين تلميذا وتلميذة والى إدارة المؤسسة وبعض العاملين بها، وأخيرا انتهى هذا التحقيق الى اتهام عشرة تلاميذ. وتقول بعض المصادر الأمنية في عين المكان أن عدد المعتقلين يمكن أن يرتفع الى 13، وجاءت التهمة مصاغة في صنع قنبلة وتفجيرها في مؤسسة عمومية. وعلمنا من مصادرنا أن العملية يقودها تلميذان واحد من شعبة الفيزياء والثاني من الاقتصاد والتدبير اللذين صرحا أمام الضابطة القضائية أنهما اطلعا على طريقة صنع المتفجرات في الأنترنيت وحاولا تجريبها على أرض الواقع ونفيا أية علاقة لهما بأية جهة كيفما كانت. وذكرت هذه المصادر أن القنابل المصنوعة هي تقليدية تضمنت (الآسيد الكلورو ديك) و (الألمنيوم) وكان يتم تعبئتها في قنينات زجاجية وبلاستيكية. مصادر حقوقية بالمدينة استطلعت العلم آراءها في هذه القضية المثيرة استبعدت أية امكانية لوجود علاقة تجمع هؤلاء التلاميذ بأوساط أخرى. وقالت هذه المصادر إن الأمر يتعلق بتلاميذ قاصرين نجباء في المواد العلمية حاولوا إظهار قدراتهم العلمية، واستدلت هذه المصادر أن التفجيرات لم تستهدف المؤسسة ولا التلاميذ ولا الإدارة ولا هيئة التدريس ولم تخلف أية خسائر . وأنهم أقدموا على هذا العمل بحسن نية ولم يكونوا يدركون خطورة عواقبه. وتعيش أسر وعائلات التلاميذ وضمنها مسؤولون كبار في المدينة حالة من القلق والرعب على مصير فلذات أكبادهم المعتقلين منهم وغير المعتقلين خصوصا و أن راديو المدينة يزيد في تضخيم وقائع هذه الأحداث.