فاز المهندسان المعماريان رشيد الأندلسي (المغرب) وكريستيان بورتزامبرك (فرنسا) بالمسابقة الدولية من أجل إنجاز التصميم المعماري لمسرح «كازا فن» كفضاء جديد للفن والثقافة بالعاصمة الاقتصادية. ويعد كريستيان بورتزامبرك من المهندسين المعماريين الحاصلين على جائزة نوبل في الفن المعماري، فيما يعتبر رشيد الأندلسي من المهندسين المعروفين في الساحة الوطنية، وهو من أشرف على تصميم المكتبة الوطنية بالرباط سابقا. وقد ترشحت لهذه المسابقة خمس مجموعات لإنجاز هذا المشروع الضخم الذي سيشيد في قلب مدينة الدار البيضاء بساحة محمد الخامس، على مساحة تبلغ هكتارا ونصفا، تقع بها فيلا ضخمة كانت مقرا للإقامة العامة بالمغرب إبان الاحتلال الفرنسي، وظلت تقطنها إلى عهد قريب أسرة مولاي سليمان العلوي، وتعود ملكيتها لمجلس المدينة، الذي لم يكن قادرا على مطالبة قاطنيها بالإفراغ لأجل المصلحة العامة، وذلك حسب ما أفادنا به مصدر مقرب من عمدة مدينة الدارالبيضاء، هذا الأخير الذي سبق له أن تداول الموضوع مع محمد الأشعري إبان فترته الأخيرة على رأس وزارة الثقافة، ليتدخل هذا الأخير لدى الديوان الملكي الذي وضع تلك الأرض مشروع البناية رهن إشارة مجلس المدينة، خاصة وأن مشروع بناء مسرح بشارع المحج الملكي بالقرب من مسجد الحسن الثاني قد تعثر لمدة فاقت العشر سنوات. السيد نور الدين عيوش، رئيس مؤسسة الفنون الحية، أوضح في تصريح ل«المساء»، مختلف المراحل التي مرت منها عملية إعداد هذه المسابقة الدولية التي أسندت إليه باقتراح من محمد ساجد منذ شهر يونيو من السنة الماضية، فاشترطت عليه، يقول عيوش العمل مجانا وبحرية واحترافية، وهي الشروط التي لم يعترض عليها ساجد بحسب محدثنا، والذي أردف قائلا: لقد قمت بالتنسيق مع الباحث السوسيولوجي والأستاذ الجامعي للقيام بمجموعة من الدراسات التي عمل من خلالها على تحديد المواصفات المطلوبة في البناية المسرحية ومتطلباتها الحديثة استنادا على مهنيي المسرح والموسيقى والرقص، وكذا عدد من الكفاءات من عالم الفن وسوسيولوجيا الثقافة ومهندسين فنيين. وأشار عيوش، إلى أن المرحلة الثانية تميزت بالبحث عن شركة دولية مختصة في البرمجة وإعداد دفاتر التحملات وتتوفرعلى تجارب غنية في هذا المجال المتعلق بالمسرح والأوبرا، وتم اختيار شركة هولندية ذات سمعة عالمية يقول رئيس جمعية الفنون الحية. وأبرز عيوش أن العمل، في مرحلته الثالثة، اتجه نحو فتح باب الترشيح للمسابقة الدولية لإنجاز التصميم المعماري لمسرح «كازا فن»، والذي عرف مشاركة 15 مهندسا معماريا من المغرب، وخمسة مهندسين عالميين وكلهم حائزون على جائزة نوبل في الهندسة، مع فسح المجال للمغاربة في أن يختاروا العمل بشراكة مع هؤلاء، مشيرا إلى أن الحسم في النتائج كان صعبا للغاية، فقد كان يوجد من بين المرشحين فرانك غيري (الولاياتالمتحدةالأمريكية) وسعد بنكيران (المغرب) وميكانوو (هولندا) وعبد الرحيم السجلماسي وريم خوولاس (هولندا) وكيلو أرشيتكتور (المغرب)، وزاها حديد (العراق) وعمر العلوي (المغرب) ومكتب رشيد الأزر. وقد تشكلت لجنة التحكيم من لجنة تقنية تدارست المسائل المتعلقة بالجوانب الإيكوستيكية والتكنولوجية والبناء، مسجلة ملاحظاتها لدعم قرارات لجنة التحكيم الرئيسية والتي كانت مشكلة من عمدة الدارالبيضاء، والعامل المدير رئيس الجماعة الحضرية، والشاعرة فاطمة شهيد وسمية نعمان جسوس، وعبد السلام شدادي ولحسن زينون والطيب لعلج، والمخرج فوزي بن سعيدي، وعلال السكروجي، إضافة إلى مولاي حفيظ العلمي رئيس لجنة التحكيم. .هذا الأخير أكد أن اختيار الفائزين لم يكن سهلا لأن المشاريع كانت جد رائعة. وقال كريستيان بورتزامبرك، من جهته، إن تصميم مشروع «كازا فن» كان الأصعب والأروع. وعبر زميله رشيد الأندلسي، الذي أشرف على تصميم المكتبة الوطنية بالرباط، عن سعادته بالعمل على إنجاز هذا المشروع بالدار البيضاء، فيما أعرب المسرحي الطيب الصديقي عن ابتهاجه لكون الدار البيضاء ستتوفر على مسرح كبير في مستوى الطموحات والمكانة التي تحتلها على الصعيدين الجهوي والدولي، وكما ذكر عيوش فهذا المشروع الذي ستتم تهيئته في أفق انطلاق أشغال بنائه السنة القادمة، سيكون الأكبر والأحسن من نوعه على الصعيد العربي والإفريقي, و تبلغ قيمته الاستثماري مليار ومائة مليون سنتيم.