أصدر بنك المغرب ، بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشائه ، كتابا معززا بالصور يبرز الإنجازات المعمارية الكبيرة التي قام بها في إطار من التناسق التام بين الأصالة والمعاصرة. وينتقل هذا المؤلف الذي صدر بعنوان « التراث المعماري لبنك المغرب»، بالقارئ في جولة عبر هذا التراث من خلال صور لمواقع رائعة تعتبر مصدر فخر للبنك، وتحكي جانبا من تاريخ المغرب الذي تمكن من الحفاظ على هويته وأصالته، والسير في نفس الوقت على درب الحداثة. ويتضمن هذا المؤلف صورا رائعة للوكالات التابعة للبنك، والتي شيدت في عهدالحماية، كوكالات مراكش، والجديدة، ووجدة، والرباط، وفاس، والدار البيضاء، وأكادير، وطنجة، وكذا البنايات التي تم تشييدها منذ استقلال المغرب، كوكالات بني ملال، والقنيطرة، وسطات، وتازة. كما يتضمن المؤلف صورا تعكس جهود تأهيل وتحديث التراث المعماري للبنك. ويشكل مؤلف بنك المغرب الذي يبرز بأدق التفاصيل سحر هذه البنايات التي تعكس التطور التاريخي للهندسة المعمارية المغربية، شهادة ثقافية هامة، ستكون بمثابة مرجع ينهل منه كل من المعماريين والصناع التقليديين، والمختصين في الفن المعماري. ويعتبر هذا الإصدار ، أيضا ، إشادة بكل الذين ساهموا في بناء هذا التراث، حيث تم تضمينه سيرا ذاتية لمختلف المهندسين المعماريين الذين ساهموا في هذا البناء المعماري للبنك المركزي المغربي والذي يعد إرثا ثقافيا فريدا من نوعه. وقد أكد والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري في تقديمه لهذا المؤلف أن تاريخ البنك الذي يخلد هذا السنة الذكرى الخمسين لإنشائه، يعكس خمسة عقود من التنمية في المغرب المستقل، ويندرج ، كذلك ، في إطار ديناميكية التقدم التي تفرض تحديات جديدة يجب مواجهتها. وأشار الجواهري إلى أن البنك المركزي إذا كان يشهد عملية تحديث، فإنه يختزن ماضيا يشهد عليه بالخصوص تراث معماري يجمع في تناسق تام بين الحداثة والأصالة، ويشكل تعبيرا عن الهوية وعن تنوع يجمع بين عدة تأثيرات وتيارات هندسية معمارية. ويشكل بنك المغرب ، بماضيه الغني ، قمة تراث معماري فريد من نوعه، يتمثل في أعمال معمارية بنكية من القرن العشرين، حيث لجأ البنك إلى مهندسين معماريين ذوي كفاءات عالية لبناء شبكة الوكالات التابعة له، وإغنائها بأعمال رائعة بعضها يندرج ضمن البنايات العصرية آنذاك، والتي عكست إرادة المغرب للسير على درب الحداثة .