بالتزامن مع احتجاج بعض المشاركين في برنامج «كوميديا» الذي لم يحقق بنظرهم الأهداف المسطرة، وتذمرهم مما أسموه الشروط غير المتكافئة المدرجة في العقد الموقع بين الشركة والمواهب الشابة، وفي ضوء بث القناة الثانية للبرايم الثاني من النسخة السادسة من برنامج «استوديو دوزيم»، قرر خريجو مسابقة شالانجر الذين سبق وأن احتجوا قبل شهرين أمام مقر القناة بعين السبع، تنظيم وقفة احتجاجية أمام الباب الرئيسي لدوزيم في البرايم الختامي ل«استوديو دوزيم»، ردا على ما أسموه عدم تفاعل إدارة سليم الشيخ مع احتجاجهم واختيارها الصمت إزاء معاناة الخريجين. وفي السياق ذاته، اعتبر ادريس أياسين، منسق المجموعة في تصريح ل«المساء» أن التفكير في تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية مرتبط بعدة معطيات، أولها «أننا نحاول أن نستغل الفرصة لتذكير الرأي العام بمعاناتنا المادية والنفسية والتأثير على تعاطي الجمهور من خلال الرسائل القصيرة، مع هذا الحدث التلفزيوني، وثانيها أننا نحاول أن نضغط على إدارة القناة الثانية ونذكرها بالوعود التي قدمتها بدعمنا، من جهة ثالثة الهدف من تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية هو أن نقدم للشباب المتخرج صورة عما ينتظره، إذا لم يعرف كيفية الدفاع عن حقوقه المادية. وذكر أياسين أن مجموعة «شلانجر» توصلت بموافقة مبدئية من اسمين من خريجي «استوديو دوزيم» للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، في انتظار التواصل مع بعض خريجي «كوميديا» الذي تنتجه القناة الأولى في الأيام القادمة، لتوضيح الصورة للرأي العام عن الأهداف الحقيقية لهذه البرامج التي توزع الوعود والأحلام والأماني، دون أن يتحقق ذلك. وأكد أياسين، أنه بالموازاة مع التحضير الجيد للوقفة الاحتجاجية القادمة، بوشرت الإجراءات القانونية لرفع دعوى قضائية لرفع الحيف وعودة الحقوق إلى أصحابها، وأضاف أن هناك 9 ملفات جاهزة وأربعة ملفات أخرى تقترب من الاكتمال، وأنهم ينتظرون فقط الوقت المناسب لرفع القضية. وبالعودة إلى أصل المشكل، يحكي أياسين أنه كان من المنتظر أن تمول الشركة البنكية التي احتضنت دورة 2006 حسب ما أعلن في الحلقة الختامية المباشرة، إلا أنه بمجرد ما انتهت المسابقة وجدوا أنفسهم أمام الكثير من العراقيل التي حالت دون أن تحقق أحلامهم وآمالاهم، وهذا ما ترتبت عنه- يضيف أياسين- العديد من المشاكل والمآسي، على اعتبار أن بعض المشاركين غامر بعمله الأصلي في ضوء الوعود التي قدمت له، كما أن البعض الآخر رتب حياته وفق هذا المعطى، والنتيجة أن هناك من أصيب بصدمة نفسية، وآخرون تفككت عائلاتهم بفعل العطالة. حول مسؤولية القناة الثانية، قال أياسين إن العقد الموقع بين القناة الثانية الذي حصلت «المساء» على نسخة منه يطالب في البند الأول بضرورة بلورة الفائز للمشروع إلى منتوج فعلي، في حين أن البند الثاني يلزم الفائز باستثمار المبلغ كله الذي تسلمه من القناة في مشروع، مع تحديد أجل 12 شهرا كآخر أجل بعد توقيع الإتفاقية، على أن ينطلق المشروع في مدة لا تتجاوز ستة أشهر. في مقابل ذلك يلزم البند السادس بدعم الفائز من خلال شيك قيمته 50 ألف درهم، وهو ما تحقق، في وقت يشدد البند السابع على ضرورة ضمان القناة الثانية لمتابعة المشروع وتتبع مراحل تطوره في إطار عقد البرامج، هذه النقطة لم تتحقق بالشكل المطلوب، ولا أدل على ذلك، يقول أياسين، أن المشاريع لم تتبلور إلى أفعال وأن القناة الثانية لم تتفاعل مع مطالبنا في المتابعة. وتعيد هذه الحالة ما أثير حول تذمر بعض المشاركين في النسخة الماضية لمسابقة «كوميديا» من عدم الوفاء بما قدم من وعود، كما اعتبرت أسماء في تصريحاتها أن العقد الموقع بين الشركة المنتجة لبرنامج القناة الأولى والمتأهلين إلى الدور النصف نهائي غير متكافيء ولا يراعي إلا حقوق جهة واحدة، على أساس أنه يمنح الشركة حق احتكار عمل المواهب مدة خمس سنوات ويعطي للشركة الحق في اقتسام مداخيل المشاريع الفنية والتلفزيونية القادمة خلال المدة ذاتها، دون أن يشير إلى أي مكسب حقيقي، حالة تذكر الجمهور المغربي بمآل العديد من خريجي «استوديو دوزيم» الذين وجدوا في الملاهي الليلية والسهرات الخاصة البديل الاستثنائي في انتظار نجوميتهم الموعودة التي لم تتحقق بعد.