«نحن لا نطلب منهم إلا أن يعودوا بنا إلى ما قبل المسابقة، هذا مطلبنا الأساسي، نحن متأكدون أنهم استغلوا سذاجتنا، في الترويج لبرنامج «شلانجر»، وهذا أمر أن نتناساه، إلا أن صورتنا التي كنا نعتز بها، اهتزت، كنا نتمتع ببريق فقدناه مع هؤلاء»، بهذه النبرة الحزينة والمنكسرة، يحكي حليل الوالي ممثل مدينة طانطان، في نسخة 2006، عن أسباب مشاركته في الوقفة التي نظمت أمام مقر القناة الثانية مساء الخميس الماضي، بالتزامن مع بث الحلقة الأخيرة لشالانجر لهذه السنة. و أضاف: «من المؤكد أنهم لن يستطيعوا أن يرمموا ما انكسر، تخيل أنني فقدت أرضا كبيرة كان من الممكن أن تكون منطلق حلمي، تخيل أنك تفقد مصداقية وكالة أسفار وتفقد ثقة الأبناك التي صارت تشك في ذممنا ما دمنا لم نحصل على القروض، تخيل ثالثا أن تسوق لك الأحلام دون أن تحقق، أعتقد أن هذا قمة الإحباط واليأس، لقد كنا نحب القناة الثانية، وعشنا معها لحظات طيبة، إلا أننا اليوم نراها بشكل مختلف تماما». تجاوز عددهم العشرين بين فائزين ومتأهلين إلى الدور النهائي وممثلين عن»شالانجر» و»شالانجر أوروب»، تقاسموا خلالها الدعم النفسي وتقاسموا القارورات المائية التي كانت السند في ليلة طويلة انتهت مع ساعات الصباح الأولى، لا يتورعون عن الصراخ كل ما مرت سيارة أو توقف رجل أمام مقر القناة، لاكتشاف الحدث بالقول: «كذوب كذوب، وعود وعود». وتواصل مسلسل الحكي المحزن، يقول عامر نعمان: «لقد أعطيت لنا الوعود في القناة الثانية، ولم نتلقها في الحديقة أو المقهى، تلك قناة عمومية، ويجب أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار، كيف يمكن أن نقبل أن تعطى لنا وعود، ولا تطبق، هذا أمر غير مقبول إطلاقا، وهذا أثر فينا، ومن الممكن أن أقدم لكم شواهد طبية تتبث أننا تعرضنا للتعسف، وأنا الآن مصاب بشلل نصفي جراء مضاعفات تعرضي لأزمة نفسية بعد المعاملة السيئة التي تعرضنا له، من جهة أخرى كيف تبذر القناة أموالا في الغناء والرقص ولا تفي بالوعود التي أطلقتها لصالح أصحاب الشواهد العليا والديبلومات، هل بهذه الطريقة نتعامل مع شبابنا؟ قصة حزينة زادتها كلمات عبد الحميد واحي حزنا، حينما قال: «عندما استقبلنا خبر المشاركة في مسابقة شالانجر انتابنا شعور جميل، إلا أنه بمجرد انتهاء البرنامج، اكتشفنا أن الوعود لا تعدو أن تكون كذبا في كذب، وما يحز في نفسي في الحقيقة أن مسؤولي الشركة البنكية، صاروا لا يريديون استقبالنا، وأصبحت تُعطى تعليمات بأن يتم التخلص منا، هذا أمر لا يمكن تقلبه، من جهة أخرى، فقد أصبحت عاطلا عن العمل، وهو ما خلق لي مشاكل، لدرجة-وهذا أخجل من ذكره أن زوجتي هجرتني بسبب عدم وفاء الشركة ودوزيم بوعودهما.وإذا تذرعوا بأنهم قدموا لي خمسة ملايير نظير المشاركة، فأقول لهم:»سأعيد لكم عشرة ملايين، وأعيدوا لي ما ضاع، وأعيدوني للحظة ما قبل المشاركة في «شالانجر»، لهذا نطالب بأن يتدخل وزير الاتصال ووزير العدل لإنصافنا في هذا المشكل». وفي السياق ذاته أكد أنيس الشليح الفائز بجائزة نسخة 2006، أنه لم يكن يتخيل أن يعاملوا بشكل وصفه بغير الحضاري، ما نريده على وجه التحديد أن يتم الوفاء بما أطلقه الودغيري من وعود أمام الجمهور، هذا حقنا، لقد وعدونا بالدعم المالي، ولم يقوموا بتقديمه فكان طبيعيا أن نقوم بوفقة احتجاجية، لاستعادة حقوقنا. ادريس أياسين منسق الوقفة، اعتبر أن التفكير في تنظيمها، كان مرتبطا بعدم وفاء شركة «التجاري وفا بنك» بتعهداتها، واللقاء الذي جمع ممثلي الخريجين ومسؤولي دوزيم (محمد مماد، ممثل اللجنة القانونية ) وممثلي»mediation «، لإيجاد حلول المشاكل المطروحة للنقاش. وفي السياق ذاته ذكر أياسين أنه في الاجتماع الذي دام ثلاث ساعات ونصف، اقترحت القناة الثانية أن تلغى الوقفة الاحتجاجية التي نظمت، على أن يتصل المدير العام لدوزيم بالمدير العام «للتجاري وفا بنك»، لإيجاد حل، في ظرف أسبوع أو أسبوعين، وكان هناك اقتراح آخر بأن نمنح القناة الثانية أكثر من 24 ساعة للبحث عن حلول لمشاكلنا مع «التجاري وفا بنك»، وأضاف أن مدير البرمجة محمد مماد اتصل بهم ليؤكد أن القناة الثانية لم تصل إلى حل مع الشركة البنكية، مما أفضى إلى تنظيم وقفة الاحتجاجية. وأكد أياسين أن المجموعة في حالة عدم توصلها إلى حل، ستضطر إلى رفع ملفها إلى لديوان المظالم، وسترفع دعوى قضائية ضد»التجاري وفا بنك» للمطالبة بالتعويض عن استغلال صورنا في العديد من المنابر والمرافق العمومية، دون إذن منا. وأضاف أنه من المنتظر أن ترى جمعية «شالانجر روح المقاولة» النور في الأيام القادمة. وهي مفتوحة أمام كل الأسماء التي شاركت في مختلف دورات المسابقة.