بعدما أنتجت شركة «إيماج فاكتوري» التي تضم في عضويتها كلا من المنشط التلفزيوني محمد رمزي والصحفي ياسين زيزي وصاحب الشكارة بنعبد الجليل برنامج «لالة لعروسة» و«القدم الذهبي» وبرنامج «كوميديا» ومسابقة «كوميديا» في السنوات الخمس الأخيرة دون توقف، وفي الوقت الذي تعيش فيه شركات إنتاج مغربية أخرى حالة كساد وإفلاس في بعض الحالات المسجلة، تصور هذه الأيام في استوديوهات عين الشق بالدار البيضاء برايمات برنامج «كوميديا» الذي يدرجه أصحابه في إطار برامج تلفزيون الواقع، بالتزامن مع تصوير حلقات جديدة من برنامج «كوميديا شو» الذي بثت الجمعة الماضي الحلقة الأولى منه. وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مقربة من قسم البرمجة بالقناة الثانية أن المسابقة التي رافقت الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس دوزيم وكان بطلها محمد الخياري «الجاهز» لكل شيء، أشرفت عليها شركة «إيماج فاكتوري»، وفسر البعض هذا الإسناد ببداية اختراق الشركة للقناة الثانية بدورها. وفي هذا الإطار، اعتبر متتبعون مسار الإنتاج المغربي ومسار اللاعبين في الملفات، أن وصول الشركة إلى أحد مكونات القطب العمومي الذي يحكم قبضته فيصل العرايشي، بعد تنحية مصطفى بنعلي عن منصبه وتعيين سليم الشيخ «المقرب» من العرايشي في زمن إدارة الأخير لوكالة الإشهار بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، مسألة وقت في ضوء تأشير العرايشي على قبول مشاريع شركة الإنتاج في الأولى، رغم الانتقادات الكثيرة التي قدمت وتقدم للبرنامج، بالنظر إلى الحصيلة التي اعتبرها البعض لا توازي الميزانية المخصصة للبرامج. وفي الوقت الذي تحاشى مدير مديرية البرمجة والإنتاج العلمي الخلوقي، في اتصال مع «المساء» الحديث عن الميزانية المخصصة لبرنامج «كوميديا» أكدت مصادر أخرى أن ميزانية برنامج «لالة العروسة» و«القدم الذهبي» تتجاوز ملياري سنتيم، في حين تقارب ميزانية برنامج «كوميديا» مليار سنتيم، في وقت لم يكشف عن رقم ميزانية مسابقة كوميديا التي بثت في رمضان ورقم مسابقة الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس دوزيم، وهو ما يرفع رقم تعامل الشركة مع القطب العمومي، إلى ما يقارب أربعة ملايير سنتيم أو أكثر. وفي الوقت الذي أكد فيه العلمي الخلوقي أن المشاريع التي تندرج في إطار «برامج الواقع» تحال على مديرية الإنتاج وتتم دراستها من طرف لجنة مخطط البرامج، ووفقا لحاجيات الشركة وتطابق المشاريع لدفتر التحملات واعتبارات أخرى لم يفصل فيها، أسرت مصادر مقربة من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أن ملفات برامج القدم الذهبي، كوميديا، لالة لعروسة.. تمر مباشرة على الرئيس المدير العام للشركة الوطنية الذي يقرر دون غيره استمرار التعامل مع شركة «إيماج فاكتوري»، وما يعلل ذلك إسناد مسابقة الاحتفال بالذكرى العشرين لانطلاق دوزيم لشركة «إيماج فاكتوري» دون إجراء أي طلب عروض لهذا الاحتفال. وفي ارتباط بالموضوع، علمت «المساء» عن اقتناء شركة إيماج فاكتوري» لريجي بمواصفات عالمية، وأكدت المصادر أن الريجي الذي لا تتوفر عليه شركات الإنتاج المغربية يقارب ثمنه مليار سنتيم، وهو ما يعني تقوية الشركة واستعدادها للاستحقاق الدوزيمي القادم، في ظل طمأنة فيصل العرايشي للشركة في بقائها-عبر تجديد العقود دون تعديل يذكر ودون أن تقدم مبررات لهذه الحصرية التي تطرح أكثر من سؤال عن مبرراتها- كمنتج أول للقناة الأولى، وفي إمكان تحولها إلى منتج حيوي في دوزيم- رغم المنافسة الشرسة المنتظرة مع شركات ربطت علاقات قديمة وقوية مع مسؤولي الإنتاج في القناة الثانية سنأتي على تفصيلها لاحقا-، في ضوء انطلاق العملية فعليا، وفي ظل تساؤل بعض ممن تابعوا ويتابعون مسار إنتاج الشركة الوطنية – دون دليل- عن سر» إضفاء العرايشي الشرعية والمصداقية على أعمال تسيء أحيانا للعادات والتقاليد، وتكرس نموذجا سلبيا للكوميديا وتمنح المواهب الوعود الكاذبة التي لم ولن تتحقق أبدا. في هذا السياق، اعتبر بعض ممن تابعوا حلقات «لالة لعروسة» عن استغرابهم للطريقة الفلكلورية التي تجسد بها مملكة الأسرة المقدسة وللطريقة التي يتم بها التعاطي مع فكرة الزواج، ذلك الرباط الإنساني والعاطفي الجميل والرمز المجتمعي الذي يجب أن ينأى عن أهداف إشهارية وتجارية، كما أن الإساءة إلى الأمهات بذلك الشكل المهين واللعب على عواطفهم التلقائية لا يمكن أن يستساغ، ولا يمكن أن نسرق من المغاربة أموالهم عبر الضرائب لنهديها بشكل تلقائي وبارد لمن أساء ويسيء إلى ثقافتنا وأمهاتنا. وهو الشيء الذي يمكن تسجيله كذلك على برنامج «كوميديا»، إذ أن البرنامج- وفق ما أجمع عليه أغلب النقاد دون آذان صاغية- يكرس من جهة شكلا رديئا للكوميديا، لعدة اعتبارات، بالنظر إلى اختيارات المواضيع المقترحة وإلى تقديم صورة سلبية عن الشباب المغربي، وإلى لجنة التحكيم التي ضمت السنة الماضية كلا من آمال الأطرش ومحمد الخياري، هذا الأخير الذي آن الأوان أن يمنح الجمهور المغربي القليل من الحياء وأن ينأى عن الكوميديا، وأن يفكر المسؤولون عن إنتاج كوميديا والمرخصون لإنتاجه أن القول بلجنة انتقاء أو لجنة تحكيم لن تنطلي على المغاربة ولن تنطلي على المتتبعين لمسار البرنامج. من جهة ثالثة أتبث برنامج القدم الذهبي بشكل لا لبس فيه- برأي المتتبع العادي، قبل الرياضي- أن الحصيلة كانت مخيبة لآمال الأطفال والشباب الذين أذرفت دموع بعضهم حزنا على الإقصاء أو فرحا بالحلم الموعود والمفقود، ودليل ذلك المصير المحزن لبعض الفائزين والمشاركين في النسخ الماضية. وبالرغم من الأرقام المالية المخيفة، وبالرغم من الانتقادات المتعددة التي وجهت إلى هذه البرامج، إلا أن العرايشي-لأسباب مفهومة للبعض ومجهولة إلى حين طبعا- يصر على منح الهبات تلو الهباب للشركة المنتجة، بشكل يؤشر على بداية تشكل قطب إنتاجي لا يستبعد أن يكون العرايشي طرفا فيه، بعد انتهاء إدارته للشركة، لاسيما وأنه خبر الإنتاج و«كواليسه» بعد تأسيسه شركة «سيغما».