في موسمه الثالث حلت لجنة انتقاء برنامج «كوميديا» أيام الجمعة والسبت والأحد بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة مراكش لاختيار الأسماء التي ستمثل العاصمة الحمراء في هذه المسابقة. وتضم لجنة انتقاء نسخة 2010 كلا من الصحفي ياسين زيزي والممثل محمد الخياري وجواد الكرواتي الذي يشرف على تدريب المشاركين في البرنامج. برنامج هذه السنة تنتجه شركة «رايا برود»، خلافا للنسخة الأولى التي أنتجتها شركة «جينيسيس برود» التي يملكها الثنائي ياسين زيزي والمنشط التلفزيوني محمد رمزي، وهما الإسمان اللذان ساهما رفقة عثمان بنعبد الجليل في برنامج «لالة لعروسة» و«القدم الذهبي» اللذين تنفذ إنتاجهما شركة «إيفنمنت بردوكسيون»، قبل أن يتقرر «الفراق» الحقيقي أو «الظاهري» بين بنعبد الجليل وزيزي ورمزي، وليأخذ بعد ذلك كل واحد منهم مساره «الإنتاجي»، وليتقاسما الكعكة الإنتاجية. فزيزي ورمزي تكفلا بإنتاج نسخ برنامج «كوميديا» في السنوات الثلاث الأخيرة، واقترحا إنتاج سهرات «كوميديا شو» صعبة التصنيف، في حين أن بنعبد الجليل حافظ على إنتاج «لالة لعروسة» و«القدم الذهبي» رغم ما راج من حديث حول احتمال توقيف التجربتين، وكما اختار بنعبد الجليل أن يلج تجربة الإنتاج الدرامي والكوميدي من خلال إنتاج سلسلتي «الكيشي» و«البيسري» للقناة الأولى، هذا فضلا عن تنظيمه لسهرات اتصالات المغرب. وفي الوقت الذي تؤكد مصادر أن حالة الجفاء بين بنعبد الجليل من جهة وزيزي ورمزي من جهة ثانية مردها الاختلاف حول اقتسام العائدات بين «مول الشكارة» وصاحبي تصور «القدم الذهبي» و«لالة لعروسة» ذهبت مصادر أخرى بعيدا في اعتبار أن الحديث عن شركات خاصة أو اقتسام البرامج بين الثلاثي، ما هو إلا استراتيجية لتفنيد القول إن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تخص قطبا إنتاجيا بملايير السنتيمات دون غيره، مما يعني البحث عن مسميات جديدة، وهذا ما يفسر تبعا لذلك التغيير الدائم للأسماء، وبررت المصادر هذه الإستراتيجية بالشراكة التي أفرزت مشاركة الفائز في النسخة الماضية من برنامج كوميديا في بطولة الكبسولة التلفزيونية «البيسري» التي نفذ إنتاجها عثمان بنعبد الجليل، هذا فضلا عن مشاركة الممثل محمد الخياري في لجنة تحكيم برنامج «كوميديا» الذي ينتجه زيزي ورمزي وحضوره في الحلقة الأخيرة من برنامج «لالة لعروسة» ومشاركته في سهرات «اتصالات المغرب» وقيامه ببطولة كبسولة «الكيشي» التي بثت في شهر رمضان الماضي، وهو ما يعني أن قواسم مشتركة تلقي بظلالها على الثلاثي، وتجعل الحديث-تقول المصادر- عن العلاقة بين زيزي ورمزي وبنعبد الجليل حديثا عن كواليس الإنتاج. وبعيدا عن نقاش حضور محمد الخياري في البرامج سالفة الذكر ، تطرح مصادر أخرى في الشركة السؤال حول مدى احترام الشركة المنتجة لحقوق المواهب الكوميدية والإجابة على الأسئلة التي طرحتها مواهب النسخة الماضية. في هذا السياق يمكن التذكير بأن المادة الأولى من العقد الذي نشرته «المساء»، قبل أشهر، تنص على أن شركة «جينيسيس برود» التي أنتجت النسخ الماضية تعتبر الوكيل والمنتج الحصري للمشاركين خلال مدة خمس سنوات. وتشدد المادة الثانية من العقد ذاته على أنه لا يسمح للمشارك خلال مدة خمس سنوات بأي شكل من الأشكال أن يبيع صوره في المغرب أو الخارج بدون موافقة الشركة، ويؤكد العقد أنه ليست هناك لائحة محدودة لهذه الأشكال، مكتفيا بإيراد بعضها(إشهار، سيتكوم، سلسلة تلفزية، مسرح، أنشطة مدرسية، عروض موسيقية، أنشطة ثقافية، الحفلات الخاصة، حفلات الزواج، الأعياد، أفلام، برامج إذاعية). ويعهد للشركة بالحق الحصري في مناقشة أي اقتراحات تقدم للشركات، ولا يمنح العقد للمشارك الحق في التدخل في تفاصيل المناقشات، وفي مقابل ذلك يلزم العقد المشاركين بالحضور لكل الاستعدادات وبذل كل الجهود في الحصص المخصصة للتدريب، وفي حالة التغيب عن تلبية الدعوة يشترط العقد تقديم الموهبة لشهادة طبية، وتحتفظ شركة الإنتاج بالحق في القيام بالكشف المضاد. وتطالب المادة الثالثة من العقد المتغيب- في حالة عدم تقديمه لشهادة طبية- بأن يؤدي لشركة الإنتاج تعويضا يقدره تقرير حول قيمة الضرر. ويسمح لكل من الشركة والمشارك في البرنامج-حسب المادة الرابعة من العقد- بفسخ العقدة، لكن المشكل بنظر المشاركين، أنه خلال خمس سنوات لا يمكن للمشاركين بيع صورهم والمشاركة في أي نشاط فني. وبعيدا عن هذه الأسئلة، يطرح العديد من النقاد والمهتمين حصيلة البرنامج في التجربتين الماضيتين، وقدرته على اكتشاف مواهب مغربية حقيقية.