فور انتهاء شركة «بيبليك إيفينمنت» من تصوير كبسولة «الكيشي» التي أنتجتها للقناة الأولى، علمت «المساء» من مصادر مقربة من الشركة أنه من المنتظر أن تنطلق عملية تصوير سلسلة تلفزيونية جديدة تنفذ إنتاجها شركة عثمان بن عبد الجليل. سلسلتان تلفزيونيتان انتظرتا انتهاء تصوير وبث البرنامج التلفزيوني «لالة لعروسة» الذي دخل موسمه الخامس وانتظرتا الانتهاء من وضع آخر اللمسات على برنامج «القدم الذهبي» ليتم الإعلان عن بداية تصوير سلسلة «الكيشي» والقيام بعملية «الكاستينغ» لسلسلة جديدة. وفي السياق ذاته، تواصل شركة «جيمينيس برود» بث حلقات من السهرة الكوميدية»كوميديا شو» التي برمجت بالتزامن مع تنظيم النسخة الثانية من برنامج «كوميديا» الذي أثار نقاشا حادا. القاسم المشترك بين هذه الأعمال التي تم التأشير على إنتاجها هو اجتماع ثلاثة أسماء (عثمان بنعبد الجليل، ياسين زيزي، محمد رمزي)، سطعت- تقول مصادر مقربة من لعرايشي- فجأة مع تحويل الإذاعة والتلفزة إلى الشركة الوطنية التي يرأسها فيصل لعرايشي، في سياق خلق «مواليد» إنتاجية جديدة. «انطلق المسار الإنتاجي للرباعي (العرايشي والأسماء السالفة الذكر) بإنتاج برنامج «لالة لعروسة» الذي تكلف به زيزي ومحمد رمزي، في حين «سخر» فيه عثمان بنعبد الجليل الوسائل التمويلية لتنفيذ إنتاج العمل، محطة أولى أفرزت نتائجها التفكير في نسخة ثانية بالوجوه ذاتها، وبالموازاة مع ذلك أعطى العرايشي الضوء الأخضر لإنتاج برنامج «القدم الذهبي» قبل أن يستجد أمرٌ أفضى إلى إطلاق الثنائي محمد رمزي وياسين زيزي لشركة «جمينيس برود» اللذين منحهما فيصل لعرايشي ومعه العلمي الخلوقي مدير مديرية البرمجة والإنتاج في الشركة واليد اليمنى له في التأشير على الإنتاجات، إشارة تنفيذ أعمال جديدة من بينها «كوميديا» و«كوميديا شو»، تضيف المصادر، هذا فضلا عن أعمال للقناة الثانية. و في الوقت الذي فسرت فيه مصادر مقربة من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة خطوة تأسيس الشركة الجديدة بالتزامن مع استمرار وجود شركة بنعبد الجليل بحدوث ما يشبه الاختلاف حول العائدات (الملايير) التي يستنزفها برنامجا «لالة لعروسة» و«القدم الذهبي» التي يستفيد منه بدرجة أولى صاحب الشركة، لم تستبعد مصادر أخرى أن يكون تأسيس شركة زيزي ورمزي مرتبطا بما أثير من حديث في وسائل الإعلام حول احتكار شركة بعينها لإنتاجات تتجاوز ميزانية إنتاجها أربعة ملايير، وهو الشيء الذي أفضى إلى التفكير في تأسيس شركة جديدة تمتص- ولو نسبيا- غضب شركات الإنتاج الأخرى من هذا الامتياز وتحتوي حدة القلق التي لم يلبث أن عبر عنه النقاد والمهتمون بواقع التلفزيون المغربي. وتساءل العديد من المتتبعين لمسار الإنتاجات والصفقات التلفزيونية، من بينهم المخرج محمد اشويكة، عن سر هذه «الحصرية» في منح أسماء بعينها دون غيرها إنتاج برامج تخصص لها أكبر ميزانيات الشركة الوطنية- مع استثناء المسلسلات والسلسلات -، وهو الأمر الذي دفع المخرج محمد اشويكة إلى مراسلة الهيأة العليا- دون أن تتحرك لحد الساعة- منددا بمنح الإنتاجات دون احترام مبدأ تكافؤ الفرص وينتقد أداء الإدارة في التعامل مع مسألة دعم الإنتاجات الدرامية بما يتوافق مع دفتر التحملات وينسجم مع شروط العقد البرنامج الذي من المنتظر أن يوقع مستقبلا. وذهبت بعض المصادر بعيدا في حديثها عن «سر» العلاقة التي تجمع بين رمزي وزيزي وبنعبد الجليل والرئيس المدير العام للقطب العمومي عن «اشتراك» الأربعة في رؤية «موحدة» للإنتاج التلفزيوني قد تكون بداية ل«شراكة» آنية ومستقبلية. وبعيدا عن أسرار مديرية الإنتاج والبرمجة، وبعيدا عن دولاب لعرايشي الذي يحتفظ بأسرار الإنتاجات الفوقية، يحق للمتتبع للإنتاج المغربي أن يتساءل عن حقيقة وجود المواهب الموعودة في» القدم الذهبي»، ويحق له أن يتساءل ثانيا عن سر الأسلوب الفلكوري الذي يتم التعامل مع مؤسسة الزاوج من خلال برنامج «لالة لعروسة»، ويحق له التساؤل ثالثا عن مواهب غائبة أو مغيبة تطالب بإنصافها وإنقاذها مع عقد مع الشركة المنفذة تراه مجحفا مادام يتحدث عن منح الشركة الحق في احتكار صورهم ومواهبهم لمدة خمس سنوات دون مقابل، ويحق له كذلك أن يتساءل عن الجنس التلفزيوني الذي ينتمي إليه برنامج أو سهرة «كوميديا شو»، ويحق له أن ينتظر الآتي من «الكيشي» وغيرها.