ارتفعت حدة التنافس بين كل من الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري على رئاسة مدينة سيدي سليمان، ودخلت قيادات مركزية من الحزبين على الخط لإقناع باقي الأعضاء بالانضمام إلى هذا التحالف أو ذاك، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر مطلعة إلى ارتفاع أسهم المرشحين الفائزين المستعدين لتغيير اللون الحزبي مقابل إغراءات مهمة. واحتلت لائحة الاتحاد الاشتراكي، التي يرأسها الرئيس المنتهية ولايته، قدور المشروحي، المرتبة الأولى في استحقاقات 12 يونيو ب 8 مقاعد، وجاءت لائحة الاتحاد الدستوري التي ترأسها خالد السيبة في المرتبة الثانية بسبعة مقاعد، واحتلت لائحة الوحدة والديمقراطية لوكيلها هشام الحمداني، ولائحة الاستقلال لوكيلها البرلماني إدريس الدواجي المرتبة الثالثة بخمسة مقاعد لكل منهما، في الوقت الذي احتلت لائحة الحزب الليبرالي التي ترأسها المنشق عن الاستقلاليين وكاتب الفرع المحلي سابقا، مصطفى حموبل، المرتبة الرابعة، بينما جاءت لائحتا العدالة والتنمية والحركة الديمقراطية الاجتماعية لوكيليهما على التوالي، أحمد الحسيني وإدريس زعبارة، في المرتبة الخامسة بثلاثة مقاعد لكل منهما. وعلمت «المساء» أن القيادي في حزب الاتحاد الدستوري، إدريس الراضي، يقوم شخصيا باتصالات مكثفة من أجل إقناع عدد من المرشحين الفائزين للانضمام إلى التحالف الذي يشرف عليه خالد السيبة، وكيل اللائحة، الذي راهن على القاعدة الشبابية والرياضيين بالخصوص للفوز في الانتخابات الجماعية السابقة وكذا في انتخابات سنة 2003، عندما كاد يفوز برئاسة المجلس لولا تخلي عضوين من حزب المصباح عن التحالف معه في آخر لحظة، ليتمكن مرشح الاتحاد الاشتراكي من الظفر بالولاية المنتهية. وأضافت المصادر أن عددا من المرشحين الفائزين في انتخابات يوم الجمعة الماضي اختفوا عن الأنظار ولم يعد الاتصال هاتفيا ممكنا معهم، مرجحة أنهم في ضيافة أحد طرفي التنافس على الرئاسة، فيما أشار أحد المقربين من هؤلاء «المختفين» إلى أن التفاوض معهم مستمر بعد تلقيهم «إغراءات مهمة»، مما فتح شهيتهم للمزيد، يقول المصدر. في سياق ذلك، أفاد مصدر من الاتحاد الاشتراكي بأن الكاتب الأول، عبد الواحد الراضي، الفائز بالأغلبية المطلقة في دائرته بجماعة القصيبة، غير البعيدة عن سيدي سليمان، وجد نفسه محرجا أمام التحركات المكثفة التي يقوم بها ابن عمه القيادي الدستوري إدريس الراضي، من أجل سحب البساط من تحت أقدام الاتحادي قدور المشروحي، مشيرا إلى أن الأخير استسلم للأمر الواقع وتخلى عن الاعتماد على الراضي لثني ابن عمومته عما يقوم به، ليفضل الاعتماد على «علاقاته الشخصية» على المستوى المحلي من أجل حشد المزيد من الدعم لتحالفه.