علّق المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي على تصدر الأصالة والمعاصرة للائحة الفائزين في اقتراع 12 يونيو الماضي بقوله إنه «خيبة الأمل الكبيرة التي أعادت سيناريوهات الماضي وتوجت حزبا جديدا خرج لتوه من رحم النفوذ والسلطة». واعتبرت قيادة الحزب، في بلاغ صادر عنها عقب اجتماع استثنائي عقدته أول أمس الاثنين، الشوائب التي شهدتها الانتخابات الأخيرة «ممارسة تعيد المغرب إلى الوراء وتعيق البناء الديمقراطي وتحكم على الحقل السياسي المغربي بتكرار تجارب نعرف جميعا ما أضاعته على بلادنا من فرص الإصلاح والتقدم»، مشيرة إلى أنه سُجل ضعف في نسبة المشاركة، وهو ما يتنافي مع تصريحات وزير الداخلية الذي قال إنها حققت تقدما ملموسا. وعبر أعضاء المكتب السياسي عن رفض الحزب «العودة إلى أساليب الماضي»، داعين «مكونات الصف الديمقراطي إلى مواجهة هذا الوضع دفاعا عن الديمقراطية». وعلى المستوى الداخلي، فندت قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي تصريح عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول، حين أكد، عقب إعلان نتائج اقتراع يوم الجمعة الماضي، أن الاتحاد «حقق تقدما ملموسا» في النتائج مقارنة بالاستحقاقات السابقة. وجاء في البلاغ أن «النتائج تراجعت في بعض المدن الكبرى، واستقرت بشكل عام، قياسا مع نتائج الانتخابات الجماعية التي جرت سنة 2003». ودعت قيادة الحزب المناضلين إلى «الإسراع بتقييم هذه النتائج وتحديد المسؤوليات الذاتية والموضوعية التي أدت إليها، والقيام بنقد ذاتي والإنصات للمواطنين لاستخلاص التوجهات الكفيلة بجعل الاتحاد حزبا قادرا على تعبئة المواطنين». وكشفت قيادة الحزب عن «دعوة الأجهزة الوطنية، في أقرب الآجال، إلى تحليل الأوضاع المترتبة عن هذه الانتخابات واتخاذ القرارات السياسية والتنظيمية التي تتطلبها». وهو ما فسره عبد الحميد الجماهيري، عضو المكتب السياسي للحزب، بأن القرارات السياسية ستهم كل ما يتعلق بتحالفات الحزب واتخاذ قرار استمراره في الحكومة من عدمه، «بما تراه الأجهزة التقريرية الداخلية مناسبا»، موضحا أن هذا الأجهزة مدعوة «إلى اتخاذ القرارات العقابية اللازمة في حق من تخاذل من الاتحاديين في دعم حزبه خلال الحملة الانتخابية». ومن جانبه، حمل وزير اتحادي مسؤولية تراجع نتائج الحزب في الانتخابات الأخيرة لقيادة الحزب التي «لم تهيئ لهذه الاستحقاقات بشكل جيد»، وقال في تصريح ل«المساء»: «إن التراجع بدا واضحا، حيث حصلنا على حوالي 700 ألف صوت فقط خلال الاقتراع الأخير، في الوقت الذي بلغنا فيه مليون صوت في الاستحقاقات الجماعية لسنة 2003». وحول إمكانية اتخاذ الاتحاد قرار الخروج من الحكومة، قال الوزير: «حينها، سنقوم بحفر قبر الاتحاد الاشتراكي بأيدينا»، لأنه لا معنى لذلك، خصوصا وأن الأحزاب المشاركة في الحكومة حققت نتائج «طيبة» في الاستحقاق الجماعي الماضي.