تفصلنا عن شهر رمضان الفضيل، ثلاثة أشهر بالتمام والكمال، إلا أن «هلال» شهر الإنتاجات وهلال «السيولة» الإنتاجية لأقسام البرمجة والإنتاج في قناتينا، و«هلال» رهان مسؤولي تلفيزيوناتنا هل قبل الأوان.. يجد المتتبع لمسار النقاش التلفزيوني، هذه الأيام تجلي هذا «الحلول» بمفهومه الإنتاجي و«الترويجي»، وليس بمرجعيته الفلسفية، في الخطابات التي تروج أو يراد لها أن تروج في «الكولوارات» وفي «المجالس» التوافقية التي ميزت مرحلة إدارة لعرايشي في مختلف المحطات. خطابات تحاول، أولا، أن تسوغ المشاكل التي تعيشها القناة الثانية، بما راج حول استمرار شد الحبل بين مدير القناة الثانية وشركة ريجي3 الجهة المكلفة بتسويق الوصلات الإشهارية في دوزيم، وهذا خلط فيه كثير التباس، فيجب الإقرار، قبل كل شيء، بأن مشاكل تدبيرية تقع داخل قناة عين السبع، إذا ما صدق بالفعل ما يقال حول صعوبات في أداء مستحقات العاملين في دوزيم في الشهرين القادمين، ويجب ثانيا أن نستحضر أن سليم الشيخ وافق على إنتاجات رمضانية، بعضها لم يكتب وبعض آخر بخلايا غير «متجانسة» الأعضاء تنتظر الدور، إذا ما قدمت القرابين المبرهنة عن صفاء سريرة أصحابها وقدرتهم على احتواء الجبهات المنيعة التي تنتقد ما يروج في دهاليز عين السبع ودار البريهي، دون هوادة. تأشير على إنتاجات غير محسوبة العواقب تقدر بالملايير وترويج خطاب الأزمة وتأجيج الصراع مع «ريجي 3»- وهنا لا نموقع أنفسنا في موقع الحكم على أداء «ريجي 3» بالسلب أو الإيجاب- ينطوي على كثير تمويه وتضليل. النتيجة واحدة هي أن رمضان لاحت «بشائره» بالفعل على دوزيم، فسليم الشيخ مدير القناة غير قادر على قول: «لا»، للمنتجين «المدعومين» بذوي النيات الحسنة والوسائط الوفية لها، دون مقاومة، لكنه بشجاعة «المدراء» قادر على إثارة نقاش أجور أصحاب دوزيم الحقيقيين، وقادر بدرجة ثانية على أن يكون بطل الصراع غير المعلن مع «ريجي3»، صراع يقول بعض المطلعين على كواليس الإشهار إن له علاقة بشركات الإنتاج التي ألفت «الرضع» من ثدي ميزانية لعرايشي، دون رحمة بالمشاهد، و أنه صراع حول ضم آخر جبهة «ريجي3» معارضة للقطب العمومي، بعد مهادنة سيطايل وتقليم أظافر مدراء قنواته واحتواء دوزيم بعد إزاحة بنعلي، وإلحاق تسويق إشهار دوزيم إلى الوكالة المستقلة للإشهار التي كان يرأسها سليم الشيخ. «بشائر» رمضانية أخرى لا تقل غرابة، هي الترويج بكون مدير البرمجة والإنتاج العلمي الخلوقي غير مسؤول عن الإنتاجات التي تنزل من فوق، وغير مسؤول عن علاقة لعرايشي بعثمان بنعبد الجليل ومحمد رمزي وياسين زيزي ونبيل عيوش وليلى التريكي- حسب ما أسر مصدر مقرب من الخلوقي-، وأنه لا يعرف إلا المنتجة فاطنة بنكيران زوجة الراحل عزيز شهال والمنتجين الحاج دريد والمختار عيش والمنتج أحمد بوعروة.وهذا خطاب ملتبس، فالقول بمسؤولية العلمي، في هذا التوقيت الذي يقف فيه البعض على الجمر، عن الإنتاجات التي يبرمجها وينتجها في الوقت ذاته، هي زلة، بالنظر إلى ما يقدم على تلفزيوناتنا المسكينة، أما أن يروج البعض ممن استفادوا أو يستفيدون من أعمال معروف أصحابها، أنه غير مسؤول عن إنتاجات دون أخرى، مع احتفاظه بأمر المديريتين بشكل رمزي أو فعلي واحتفاظه بتعويضهما(10 ملايين)، هو عذر أقبح من الزلة. في الحالتين، هناك أمر يسمى المسؤولية الأخلاقية التي تفرض الاستقالة، إذا ما حضرت «النية» الحسنة، وهناك شيء اسمه المسؤولية القانونية التي آن لها أن تحدد في التلفزيون المغربي وأن يفعل المسؤولون عن السمعي البصري مبدأ المحاسبة أو المتابعة، لدفع كل من ثبت أن يديه «ملطخة» بملايير المغاربة وبملايين العاملين في القناتين اللتين يهدد فيهما العاملون بعدم تسلم الأجور في الشهور القادمة إلى قليل حياء وقليل ضحك على المغاربة وكثير مسؤولية ووفاء.