رغم انقضاء شهر رمضان الفضيل تواصل الحديث عن ما قدم فيه من إنتاجات هزيلة بالقناتين الأولى والثانية فالانتقادات تنوعت أوصافها لدى المشاهدين من ضحك على عباد الله المغاربة، إلى هدر عشوائي للمال العام دون مقابل وبالتالي إفساد الذوق العام للمواطنين الذين لم يجدوا مخرجا من هذه الحصلة سوى اللجوء للقنوات الخارجية التي تحترم مشاهديها للبحث عن الإنتاجات الجيدة والمفيدة والمروحة على النفس. وإذا كان من إشفاق على «فنانينا» وهم يقدمون هذه الإنتاجات الضعيفة فهو يخص فئة من هؤلاء الذين لهم تاريخهم ومسيرتهم الناجحة من أمثال حمادي عمور والمحجوب الراجي والزعري والداسوكين وعائشة مهماه وفاطمة أحرار وعبد اللطفف هلال والوزاني ونعيمة إلياس وعبد الرؤوف الذين سقطوا في فخ إنتاجات لا نص لها ولا سيناريوهات أو حوارات جادة ومتقنة تضيف إلى رصيدهم الفني شيئا في وقت اتضح فيه للعيان أن أدوارهم كانت شبه مرتجلة، وكأن ما كان يقدم كل مساء قبل وبعد الإفطار عمل ينجز في ذات اليوم بدون تركيز أو إتقان احتراما لهم ولذوق المشاهدين الذين إنصرف الكثير منهم عن المشاهدة بعد الأيام الأولى لهذه العروض بعد أن أكدت لهم الحلقات الأولى لهذه الانتاجات ضعفها وغموض الكثير منها على مستوى النصوص والحوارات لدرجة أن بعض هذه الإنتاجات كانت مبهمة وأن مرامي أصحابها إدخال الفكاهة والضحك على المشاهدين كان وهما لدرجة وصلت بحركات الممثلين وخاصة منهم الذين يعتقدون أن ما قاموا به يدخل في إطار الفكاهة والتسلية التي لها أصولها وتقنياتها إن لم نقل دراستها المعمقة للوصول إلى انتزاع البسمة من أفواه وأفئدة الناس. وكون أن ما قدم خلال شهر رمضان عرف شبه إجماع من الرأي العام المغربي مشاهدين ومتدخلين في المجال الفني الذين احترموا أنفسهم على الأقل بالتخلي عن المشاركة. إن لنا أن نتساءل هل «للهاكا» الحق في التدخل لوضع النقط على الحروف بالنسبة لهذا الهزال الذي قدم؟ وذلك احتراما لانتقادات وامتعاضات الجميع، مادام أن هذه الأخيرة أي «الهاكا» تراقب كل كبيرة وصغيرة مما يبث بالإذاعات والقنوات التلفزية الوطنية، فلما لا يكون لها موقف مما حدث في رمضان الماضي؟. أما الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الوصية على القناتين، فإذا لم تأخذ درسا من هزال ما قدم في رمضان فلسنا ندري متى يستيقظ ضميرها للعودة إلى جادة الصواب بالإقلاع عن الإنتاجات الرديئة الضعيفة التي باتت مثار سخرية كل فئات المشاهدين المغاربة الذين ملوا تكرار هذه المهازل مع حلول كل رمضان فمن ينهي المنكر!؟