من خلال الانتاجات التي رأينا حتى الآن بقناتنا الأولى والثانية والخاصة بشهر رمضان نشعر بالحسرة والأسف على فنانينا الذين لسنا ندري كيف يسقطون بهذه السهولة في أعمال سخيفة لسنا ندري هل يريدون بها إضحاك المشاهدين والترويح عنهم، أم الضحك عليهم وتنكيدهم في هذا الشهر الفضيل؟ وكيف أنهم لايشعرون أنهم يسيئون لأسمائهم المشهورة وماضيهم الفني بسهولة كبيرة تثير العجب والدهشة من خلال القيام بأدوار غير مناسبة، أو مجرد الظهور في عمل ما ولو لفترات قصيرة لايضيف لهم أي شيء في مسيرتهم الفنية بل يقلل من احترام المشاهدين لهم بفعل هذه المشاركات التافهة. وكون أن ما نحن بصدد الحديث عنه يكاد يكون إجماعا حول هزالة الانتاجات المقدمة حتى الآن في شهر رمضان هذا والتي استنزفت مئات الملايين فيحق لنا أن نتساءل وبكل موضوعية هل حقا توجد بالقناتين لجن لقراءة النصوص والحواراث والسيناريوهات؟ لأن (النصوص) التي تقوم عليها الانتاجات التي تصدمنا كل مساء بالقناتين تؤكد وكأنها أعمال يغلب عليها الارتجال في غياب ضبط الوقائع ودقة الحوار وتناسق الأحداث بمعنى أن ما يقدم وكأنه ينجز في ذات اليوم وقبل ساعات من بثه للمشاهدين، وأمام هذا الواقع الذي يتكرر من رمضان لآخر ولم يتأثر بأي كتابات نقدية ولم تأخذ بما يقترح فيها بات من الواجب حماية الذوق العام للمشاهدين المغاربة وهذا لن يتم إلا باقلاع القناتين عن تساهلها في تقبل أي نصوص فنية كيفما كانت مواضيعها، بل الأمر يجب أن يخضع لمقاييس معينة أولها أن تكون هذه النصوص لادباء وقصاصين أو مؤلفين مسرحين معروفين، ففي هذا اللجوء ضمانة لجودة ما تم إنجازه من أعمال كخطوة أساسية منها التقنية التي باتت عندنا بخير وكذا اختيار الاسماء الفنية القادرة على بلورة هذه الاعمال في أحسن وجه قابل للمشاهدة والإستفادة في ذات الوقت. ولذلك فليس في الأمر حرج أن تبادل القناتان وهما تنتميان لشركة واحدة وبعد نهاية شهرنا هذا واستعدادا لرمضان العام المقبل من فتح أبوابها امام ابداعات كبار الأدباء والمؤلفين لتلقي العديد منها واختيار الأجود وتكليف الفنانين بتحويل ذلك إلى إنتلجات خاصة برمضان المقبل ولكن بمواصفات جيدة بعيداً عن ما ينتج في آخر لحظة بدون طعم ولا مستوى على غرار ما نشاهده الآن. ترى هل يلبى الأدباء والقصاصون والمؤلفون هذا النداء لإنقاذ ماء وجه الانتاج الوطني بالقناتين خلال أشهر رمضان!؟ هذا ما نأمل من هؤلاء الذين تعتبر غياب نصوصهم استمراراً للرداءة والهراء محمد بلفتوح