يبدو أن الدورة 28 من الدوري الأول للمجموعة الوطنية للنخبة مليئة بالإثارة والتشويق نظرا لوجود العديد من المواجهات القوية والحاسمة ستجمع بين أندية تسعى إلى احتلال مراكز جد متقدمة وأخرى تتطلع إلى الخروج من نفق المؤخرة، وهي معطيات كفيلة بتحويل الملاعب الوطنية إلى فضاءات تختزل شدة في التنافس وقوة في الاندفاع، خاصة أن البطولة توشك على نهايتها وأن القادم يلزم كل الأندية بالتفوق حسابيا لجمع نقط تقي فرق الذيل شر النزول وتؤمن أندية الصدارة لبلوغ أهدافها. ويعتزم الرجاء متزعم الدوري خلط أوراق من يسعى إلى انتزاع الريادة من لاعبيه، وتأكيد عزمه على بلوغ التتويج على بعد ثلاث مباريات من متم الدوري، إذ يضع زملاء عبد اللطيف جريندو المواجهة التي ستجمعهم بضيفهم الكوكب المراكشي ضمن اهتماماتهم، خاصة وأن الحسم في اللقب يأتي بخروج الفريق البيضاوي فائزا في هذه المباراة بما أن إحرازه لثلاث نقط من مباراتيه المتبقيتين مع شباب المحمدية وحسنية أكادير كافية لاعتلائه منصة التتويج كيفما كانت نتائج الأندية الأخرى، لكن ذلك يتطلب من عناصر البرتغالي خوصي روماو بذل جهد إضافي لتحقيق آمال أنصاره، بيد أن المنافس الكوكب سيأتي إلى مركب محمد الخامس بتطلعات العودة بنتيجة تقيه ضيق الحسابات، خاصة أنه لم يطمئن بعد على مستقبله في الدوري، وهي معطيات ستجعل من اللقاء فضاء للاستمتاع والتشويق. ويراقب الوداد وضع مباراة الرجاء والكوكب بأهمية بالغة بما أنه يتطلع إلى انتزاع القيادة من غريمه التقليدي، لكن مهمة زملاء هشام اللويسي بالخميسات لن تكون سهلة للعديد من الاعتبارات أهمها تزامن هذا اللقاء مع عودة الفريق الأحمر من تونس، كما أن الاتحاد يتموقع في مركز يضعه ضمن المهددين بالنزول وأي كبوة في مواجهة يوم الأحد ستصعب من مأموريته وتدخله خانة الحسابات المعقدة بالنظر، لوجوده في المركز 13 على بعد ثلاث نقط من مولودية وجدة المحتل للمركز ما قبل الأخير، إذ ينتظر أن يشهد اللقاء اندفاعا قويا وصراعا شديدا سعيا من كل منهما إلى تحقيق نتيجة مرضية. ويوجد الدفاع الحسني الجديدي في وضعية أقل صعوبة من جيرانه في سبورة الترتيب، حينما سيلاقى النادي القنيطري في مباراة لا خيار فيها للجديدين سوى الفوز للبقاء في المركز الثاني المخول للمشاركة في كأس عصبة أبطال إفريقيا خاصة أن فعاليات الدفاع تعقد آمالا كبيرة لبلوغ هذه الرغبة، إذ تنم كل المعطيات أن الدفاع قادر على كسب الرهان و إغناء رصيده بنقط تعزز مكانته في الترتيب، لكن عناد الفريق الزائر سيخلق ولا شك متاعب كبيرة لعناصر جمال السلامي على أن الزوار مصممون عن العودة بأقل الخسائر لتفادي الطوارئ. ويتطلع الجيش صاحب المركز الثالث إلى احتلال مركز جد متقدم لتأمين مشاركته في عصبة الأبطال الإفريقية، إذ سيكون زملاء أوشلا ملزمين بكسب المواجهة التي ستجمعهم بأولمبيك آسفي والتي ستكون مصيرية في مستقبل الزوار بالنظر إلى وجوده في المركز 12 على بعد ثلاث نقط من المولودية المحتل للمركز ما قبل الأخير، كما أن العودة إلى آسفي بالخسارة تعني السقوط في نفق الحسابات الضيقة خاصة أن المولودية الوجدية سيكون على موعد مع مباراة بقواعده يستضيف فيها المغرب الفاسي. وبذلك يصعب التكهن بنتيجة اللقاء بما أن الفريق المسفيوي سحق الموسم الماضي الفريق العسكري بالرباط بثلاثة أهداف لواحد. ويحل المغرب الفاسي بوجدة لملاقاة المولودية المحلية في لقاء هام في حسابات الفريق المحلي الذي يبدو أن الفرصة مواتية أمامه للخروج فائزا في المباراة وانتظار نتائج الأندية المحتلة للمراكز الأخيرة لاستغلال ما يمكن أن يحصل من هفوات لجيرانه في الذيل حتى يتمكن من تقليص فارق النقط والتقدم في الترتيب خاصة أن ممثل الشرق تنتظره مواعيد صعبة حينما يحل ضيفا على الوداد ويستضيف في الجولة الختامية أولمبيك خريبكة. وسيكون المغرب التطواني على موعد مع مباراة سيخوضها بقواعده حينما يستقبل حسنية أكادير، وهي فرصة لفريق الحمامة البيضاء لتحقيق الفوز السادس على التوالي وبلوغ هدف المشاركة في الاستحقاقات القارية، لكن الفريق الزائر سيكون مرغما على تفادي الخسارة حتى لا يغرق في الترتيب وتتعقد أموره خاصة أن الحسنية لم يحسم بعد في بقائه لأن الحسابات تضعه ضمن الفرق المهددة بالنزول.