يستأثر الدوري الأول للصفوة باهتمام بالغ بالنظر إلى قوة مباريات الدورة 24 التي تنذر بصعوبة معظم المواجهات واختزال أشواطها لنوع من التشويق والإثارة، خاصة وأن بعض هذه اللقاءات تجمع من جهة بين أندية تسعى للتتويج وتتطلع إلى الارتقاء إلى ما هو أفضل، ومن جهة ثانية بين أندية مهددة بالنزول وتتصارع بغية الانعتاق من النفق المسدود. وينازل الرجاء البيضاوي متزعم البطولة، مطارده المباشر الدفاع الحسني الجديدي في مباراة صعبة وقوية كونها تخضع لحسابات دقيقة، خاصة وأنها تجمع ناديين يتطلعان للتتويج، ذلك أن الطرف الفائز في مباراة الأحد سينجح في كسب نقط غالية، وسيحرم مطارده من إغناء رصيده بنقط إضافية. وهنا تكمن صعوبة اللقاء الذي ينتظر أن يجلب حشودا جماهيرية كبيرة، ستخلق ولا شك من أجواء المباراة فضاء للاستمتاع والتشويق، خاصة وأن الرجاء والدفاع فريقان يصنعان الفرجة بلعبهما المفتوح وبجودة لاعبيهم، رغم أن الفريق الأخضر سيدخل المباراة محروما من خدمات كل من نبيل مسلوب المطرود ومحسن متولي ورشيد السليماني لجمعهم لأربعة إنذارت لكل منهما. ويحل نادي أولمبيك خريبكة المحتل للمركز الخامس ضيفا على منافسه الجيش الملكي الموجود في المرتبة الرابعة والساعي للبقاء ضمن الأقوياء، في لقاء هام سيحدد نسبيا مصير النادي العسكري في المنافسة على اللقب والبقاء على مقربة من ثلاثي المقدمة، لكن مأمورية زملاء يوسف القديوي لن تكون سهلة أمام منافس عنيد ويتطلع بدوره إلى الاقتراب أكثر من المراكز المخولة للمشاركة في الاستحقاقات الإفريقية أوالعربية. وستخلق هذه الحسابات شدة في التنافس وقوة في الاندفاع سيستمتع بأطوارها أنصار الفريقين. ويحتضن ملعب سانية الرمل مواجهة ذات طابع خاص، تجمع بين ناديي المغرب التطواني والوداد البيضاوي، ذلك أن الفريق المستضيف خرج عن صمته وتحركت فعالياته للعودة بالفريق إلى عهد النتائج المرضية، وكانت أولى محطات الإقلاع عودة المغرب التطواني بفوز مهم من العاصمة العلمية، جاء نتيجة تحضير جيد وإعداد ملائم خاضه لاعبو النادي في معسكر مغلق بمدينة مكناس، بعدما رفع مسيرو فريق الحمامة البيضاء درجة تأهبهم في ملاقاة القادم من المباريات بنوع من الجدية، بينما يعول بادو الزاكي مدرب الوداد على الخروج فائزا من لقائه مع المغرب التطواني لعدم ترك الفرصة للآخرين قصد توسيع الفارق، لأن الإخفاق يعني تقليص حظوظ التباري على اللقب بيد أن الظرفية تخضع لحسابات دقيقة لا تسمح بالخطأ. ويوجد الجمعية السلاوية المحتل للمركز السادس في وضعية أقل تعقيدا من الآخرين حينما يواجه المغرب الفاسي، لأن طاقمه الفني نجح في بلوغ هدف البقاء ضمن قسم الصفوة، ويخوض بموجب هذا الارتياح، القادم من المباريات بمعنويات مرتفعة وبدون ضغط نفسي، رغم أن آفاق مسيريه توسعت في البحث عن الأفضل ولعب الأدوار الطلائعية في الباقي من المواجهات حتى يصل إلى مركز يعطيه أحقية المشاركة في الاستحقاقات الإفريقية أو العربية، وستكون مباراته مع «الماص» صعبة للغاية كونه سيرى في اللقاء فرصة للاقتراب أكثر من المقدمة واستغلال مواجهات أندية الزعامة فيما بينها، كما أن الفريق الزائر سيحل بسلا وآماله قوية لنسيان هزيمته ضد المغرب التطواني الأسبوع المنصرم. ويقطع المولودية الوجدية الجريح رحلة شاقة تقوده من شرق البلاد إلى الصحراء المغربية، حينما يحط الرحال بالعيون في مهمة ملاقاة شباب المسيرة المهموم بضيق المؤخرة، في مواجهة قوية ستحدد مصير كل منهما، لأن الهزيمة تعني تضييع آمال الانعتاق من مخالب النزول، وتهدد مستقبل الخاسر في البقاء ضمن الصفوة. وهي معطيات تجعل من المباراة مناسبة للإثارة والتشويق وتلزم الفريقين ببدل جهد كبير لكسب رهان اللقاء. ويستضيف حسنية أكادير منافسه شباب المحمدية في مباراة تنم كل المؤشرات على أنها في متناول الفريق الزائر، بينما يحل النادي القنيطري ضيفا على اتحاد الزموري للخميسات في لقاء شبه محلي سيكون الفريق المحلي مطالبا فيه بالفوز وإلا ستزداد أوضاعه تعقيدا. وكان فريق أولمبيك أسفي استضاف الجمعة ضيفه الكوكب المراكشي.