يدخل الدوري الأول للمجموعة الوطنية للنخبة لكرة القدم مراحل الحسابات الضيقة بين أندية تسعى لاحتلال مراكز متقدمة تخول لها المشاركة في المنافسات الإفريقية أو العربية وأخرى تتطلع إلى الخروج من النفق المظلم وتجنب كل ما يمكن أن يهدد مستقبلها في دوري الصفوة. ويتنبأ المهتمون بشؤون كرة القدم بنهاية حارقة للدوري الأول للصفوة سيشتد من خلالها الصراع بقوة لإحراز ما يمكن من النقط التي ستزن غاليا في القادم من المواجهات بالنظر من جهة إلى صعوبة معظم المباريات ومن جهة ثانية إلى وجود زمن ضيق يستدعي من الأندية الخضوع لحسابات دقيقة لتفادي كل الطوارئ خاصة أن كل طرف يترقب كبوة الآخر للاستفادة من النقط سواء في المراتب الأمامية أو في مؤخرة الترتيب. وفي ظل هذه الأجواء، يخشى البعض ممارسات أيادي الفساد التي بدأت تتحرك للضغط على بعض الفرق وعلى بعض اللاعبين بغية التلاعب في نتائج اللقاءات مستغلين في ذلك سذاجة هؤلاءالذين لم يستوعبوا بعض مضامين الرسالة الملكية المتلاة في المناظرة الوطنية للرياضة التي نظمت مؤخرا، وآخرين يملكون عقليات ترفض التغيير والارتقاء بالكرة إلى الأفضل لأن في ذلك مضرة لجيوبهم، كما تتحكم في هذه المناورات السيئة، أحيانا أخرى، ممارسات الماضي الذي كان يجمع فئة معينة تتحكم في سوق الفساد في الدوري الوطني وتتباهى بمثل هذه السلوكات، ويصل الوضع إذا تعذر بلوغ ذلك إلى استغلال النفوذ وبعض مواقع السلطة، خاصة أن بعض الأندية خصصت ضمن هياكلها الفنية مناصب للاستشارة لغرض البيع والشراء في الذمم، مقابل رواتب شهرية محترمة. ويبدو أن التخطيط لممارسة مثل هذه السلوكات المشينة، بدأت بوادره تطبخ في الكواليس بتقنيات غاية في الدقة تستهدف في حساباتها فرقا معينة للاستفادة من وضعها في الترتيب وفق ما تبقى لها من اللقاءات، والضغط عليها بمختلف الوسائل على الحزم في مباراة والتراخي في أخرى قصد إرضاء المفسدين. ولم يستبعد البعض تأثر مستقبل الدوري الأول للصفوة بخضوع بعض الحكام لضغط سلوكات السماسرة بالنظر إلى ما يكتسيه التحكيم من أهمية في مثل هذه الأجواء، ولأن هؤلاء على اطلاع واسع بما يمكن أن ينتج عن الخطأ المقصود الذي قد يكلف غاليا في حرمان نادي من احتلال مركز ضمن الأوائل ويعرض أحيانا أخرى أندية إلى النزول، خاصة وأن الموسم الكروي الحالي أثبت هذا المعطى، بعدما شهدت الملاعب وقوع أخطاء فادحة غيرت نتائج العديد من المباريات وحرمت بعض الفرق من نقط مهمة، وهي معطيات طرحت العديد من التساؤلات إلى أن وصل الأمر إلى الاتهام بالتواطؤ، كما تعرض معظم حكام الصفوة إلى عقوبة الإيقاف جراء ارتكابهم أخطاء قاتلة. ويأتي مشكل البرمجة ضمن أولويات اهتمامات الأندية لما تشكله من إخلال في بالتوازن العام للتنافس بين الفرق الوطنية، خاصة إذا تعلق الأمر بالتأجيلات المفاجئة للعديد من المواجهات التي تجمع عادة بين أندية تتبارى من أجل التتويج وأخرى معلقة في الذيل، ذلك أن إجراء دورة ضمن ما تبقى من البطولة منقوصة من أي لقاء كيفما كان نوعه يبقى أمرا مرفوضا للعديد من الاعتبارات أهمها الحفاظ على تساوي الفرص بين الفرق وتفادي ما يمكن أن يحصل من تجاوزات، خاصة أن نتائج غالبية المباريات لها تأثير مباشر على سبورة الترتيب وكل القراءات توحي بوجود مباريات صعبة ومصيرية، كما هو الشأن في ما تحمله الدورة 27 من مواجهات، حينما سيحل الرائد الرجاء ضيفا على منافسه أولمبيك خريبكة وسيحط الجيش مطارده المباشر الرحال بأكادير لملاقاة الحسنية الذي لم ينج بعد من مخالب النزول، إلى جانب لقاء النادي القنيطري وأولمبيك أسفي الذي سيغير بشكل كبير في المواقع الخلفية، كما أن الدورة 28 ستشهد صراعا قويا بعدما سيحل الوداد الطامح لانتزاع الصدارة من الرجاء ضيفا على الاتحاد الزموري للخميسات الذي تعقدت أوضاعه وأضحى أكثر تهديدا بالنزول، وسيستضيف الجيش الموجود ضمن الأوائل أولمبيك أسفي المهموم بضيق المؤخرة بوجوده ضمن المرشحين لمرافقة شباب المحمدية. وتضم الدورة 29 مباريات مصيرية كتلك التي ستجمع الوداد بمولودية وجدة والجيش بالنادي القنيطري وأولمبيك أسفي بالمغرب التطواني، وكلها مواجهات تخضع للحسابات الضيقة، ما دام أن تأثير صدماتها قوي على المنهزمين. ويختتم الدوري بالدورة 30 بوجود لقاءات ذات أهمية بليغة عندما يرحل الوداد إلى الجديدة لملاقاة الدفاع في مباراة حاسمة في المراتب الأولى، وسيستقبل المغرب التطواني صاحب أكبر عدد من النتائج الايجابية في الدورات الأخيرة والتي قوت من آماله في احتلال مركز متقدم، منافسه الجيش الساعي إلى التتويج.