توسط عمر الجزولي، عمدة مدينة مراكش، أفراد أسرته الصغيرة بالبهو الخاص بالضيوف ببيته بحي الشتوي (ليفرناج) الراقي في قلب عاصمة النخيل. «الحارس الأمين» للجزولي أبى بدوره إلا أن يحضر لقاء «المساء» بأسرة العمدة، وفضل الجلوس في مكان قريب من الصالون وبدا كأنه أكثر الأوفياء لعائلة الجزولي، ظل ذو الحضور المخيف، يراقب المكان، يقف حين يلاحظ أن العمدة منزعج من سؤال الصحافي ويجلس حينما يرى أن الأمور على ما يرام. «الحارس الأمين» كلب ضخم، ألماني الأصل، من فصيلة «روتوايلر» لا يفارق ڤيلا العمدة، وهو منزعج هذه الأيام، كباقي أفراد الأسرة، من تصريحات «هيفاء» التي يدعي فيها أنه مارس الجنس مع عمدة المدينة قبل عامين بالڤيلا التي لا يفارقها «الحارس الأمين». إذ لا يغمض عينيه، مراقبا ضيوف العمدة وأسرته. الكيل بمكيالين لم يتوان أعضاء الأسرة في الكشف عن امتعاضهم مما نشر في الصحافة وأجمعوا على أن الأمر يتعلق بحملة انتخابية سابقة لأوانها، وهو ما كررته حنا ماء العينين، زوجة العمدة، مُصرة على استحالة دخول غريب إلى بيت أسرتها، لأنه ممتلئ طوال الوقت بالناس والحاجة، والدة العمدة، لا تفارقه. بدأ أفراد الأسرة، مساء يوم الأربعاء الماضي، متماسكين وهم يتحدثون إلى «المساء»، ومنهم إبراهيم، الابن الأكبر للجزولي، الذي استغرب من عملية تسريب المحضر إلى الصحافة، وقال إن الأمر يتعلق بعمل مدبر يستهدف النيل من والده ومن الأسرة ككل. لم يبد أي انزعاج مما يروج، إذ لم يكف عن حكي بعض المستملحات بلكنة مراكشية عن العمل السياسي في المغرب وعن علاقته بوالده وعن بعض المواقف الطريفة التي يصادفها منذ انتخاب والده عمدة للمدينة. «لم يؤثر علي كل ما يروج من أخبار لأنني أعرف أن الأمر يتعلق بحرب انتخابية شنتها بعض الأطراف تحاول النيل من شعبيتي»، يقول عمر الجزولي، ويضيف : «هذه حرب نفسانية، لأنه كلما اقتربت الانتخابات إلا وتم اختلاق مثل هذه الادعاءات، وتذكرون أنه خلال استحقاقات 2003 حُكم علي بثلاث سنوات سجنا قبل أن يتم تبريئي». يوسف، ذو 19 سنة وهو أحد أبناء العمدة، لم يأبه بالحديث الذي كان يروج بين الصحافي وباقي أفراد الأسرة، إذ كان «مشغولا» بالرد على الرسائل القصيرة العديدة التي تصله تارة، وتارة أخرى بالإجابة على اتصالات أصدقائه، قبل أن يكسر في لحظة صمته الطويل قائلا: «الأصدقاء يسألون عن الأحوال... لا إله إلا الله وصافي». بدا الشاب منزعجا مما يروج حول والده، لكنه لم يتوان في توجيه الاتهام إلى من وصفهم ب«الخصوم»، قبل أن يستدرك قائلا: «لكن ليس هناك دليل مادي». وحدها هند، البنت الصغرى للعمدة، بقيت غارقة في صمتها لوقت طويل، ونادرا ما نطقت بكلمات معدودة. «أنا ليس لدي أي مشكل مع ما يروج. إنها إشاعات والمراكشيون يعرفون عائلتي بكونها عريقة ومتواضعة، ونحن المراكشيين نعرف بعضنا ونعرف من يمارس الشذوذ الجنسي ومن لا يمارسه»، يقول والد هند. الرواية الأخرى بالخروج من ڤيلا العمدة يصادف المرء روايات أخرى متعددة، منها ما جاء في محضر الاستماع إلى الأظناء لدى مثولهم أمام الشرطة القضائية، والتي تقول إن «هيفاء» تعرف على الجزولي عن طريق وسيط في البغاء يدعى «نونوسة»، ومارس معه الجنس في ڤيلا بحي الشتوي، وهي نفسها التي يقطن فيها العمدة ويحرسها «الحارس الأمين»، وتقول نفس الرواية إن «هيفاء» حصل على قنينة عطر وساعة يدوية من العمدة، مقابل قضاء بعض الوقت معه في الڤيلا. من جانبه يؤكد العمدة أنه يعرف زوج شقيقة «الظنين»، وهو من أصل سوري يعمل طبيبا والتقاه مرات عديدة مع شقيقة «هيفاء»، وأنه علم أن الشاذ الجنسي يعاني من مرض نفسي ويعالج عند أحد الأطباء المعروفين بمدينة مراكش منذ سنوات. رواية محضر الشرطة، الذي تشدد مصادر «المساء» أنه تم تسريبه من ابتدائية مراكش، تؤكد أن الوسيط «نونوسة» عاود الاتصال ب«هيفاء» لممارسة الجنس مرة ثانية مع الجزولي، وهو ما تم بشقة توجد بشارع علال الفاسي، على مقربة من مقهى تعود ملكيتها لشقيقته المتواجدة بفرنسا. هذه المرة تلقى «هيفاء» مبلغا ماليا يصل إلى 500 درهم. «هيفاء»، حسب مصدر «المساء»، قدم للشرطة أوصافا دقيقة لڤيلا العمدة، للتأكيد على أنه سبق له وأن زارها من قبل. فرقة الأخلاق العامة التي فجرت الملف قادتها أبحاثها إلى اعتقال ستة من المتهمين في تكوين شبكة متخصصة في الدعارة، عن طريق الشذوذ الجنسي والوساطة فيه، وإعداد محلات للدعارة في اللواط والوساطة في البغاء وإنشاء واستغلال مواقع إلكترونية خاصة بالشذوذ الجنسي وعرض صور خليعة عليها. وأفضت تحريات عناصر الشرطة إلى كشف موقع إلكتروني أنشأه «هيفاء» يعرض جلسات الشذوذ الجنسي وصور خليعة في وضعيات شاذة، تظهره متشبها بامرأة. وبعد مداهمة الشرطة لمنزل الشاذ الجنسي، حجزت على جهاز حاسوب موصول بكاميرا رقمية وملابس داخلية نسائية، وشعر نسائي أشقر وآخر أسود وحذاء نسائي طويل ومجموعة من أدوات التجميل. مصدر رفيع المستوى التقته «المساء» بمراكش أكد أن إدراج اسم العمدة في الملف كان عن طريق الصدفة، وأن «هيفاء» فاجأ المحققين وهو يدرج أسماء شخصيات أخرى معروفة يقول إنها «مارست الجنس معه»، مشيرا إلى أن الملف معروض على استئنافية مراكش التي ستبت في الملف يوم الاثنين المقبل. الوسيطة الرابعة جاء في محضر الشرطة أن ل«هيفاء» أربع وسيطات من بينهن واحدة تدعى «م.» سبق وأن رتبت له مواعيد غرامية مدفوعة الثمن مع مجموعة من الخليجيين مارسوا عليه الجنس داخل بيتها المتواجد بحي الشتوي. يقول مصدر «المساء» إن هذه الوسيطة صرحت في جلسات خاصة أنه سبق لها وأن توسطت ل«هيفاء» في لقاءات أخرى مع شخصيات معروفة من قطاعات مختلفة، قبل أن يستدرك قائلا: «لكنها لا تملك أدلة مادية على ذلك، ولم تكشف عن أسماء هذه الشخصيات أثناء التحقيق معها من طرف عناصر الشرطة القضائية». توقع المصدر أن تكشف هذه القضية على أسماء جديدة قد تكون متورطة في ملف الشذوذ الجنسي الذي فجره «هيفاء»، في الوقت الذي يؤكد فيه عمر الجزولي، أبرز شخصية جاء اسمها في تصريحات الشاذ الجنسي أمام القضاء، أنه لم يتلق إلى حدود يوم الجمعة الماضي استدعاء من طرف القضاء أو الشرطة للمثول أمامه، قائلا ل«المساء»: «الحمد لله أفراد عائلتي لم يتأثروا، لأنهم اعتادوا على مثل هذه القصص التي تحاك ضدي، وهم على علم بأن الأمر يتعلق بالانتخابات فقط»، قبل أن يضيف «أريد أن أقول للخصوم إنني سأتقدم للانتخابات وسأضفر بالمقعد لأن المراكشيين يعترفون بالجميل». «هيفاء»... عاشق الرقص ومجنون هيفاء وهبي كانت أولى «مغامرات» «س.ب» الجنسية الشاذة وسنه لا يتجاوز 13 سنة، بممارسته الجنس مع شخص يتحدر من عائلة تمتهن الوساطة في البغاء. انقطاعه عن الدراسة في وقت مبكر و«مصاحبته» لشاب آخر، ينتمي إلى أسرة معروفة باشتغالها في مجال الوساطة في البغاء والشعوذة، جعلا الطفل «س.ب» يلج عالم الدعارة من الباب «الواسع». وسامته جعلته محط «أطماع الدول الشقيقة والصديقة»، حيث كانت والدة «صاحبه» تستدعيه عند استقبالها بمنزلها لأشخاص منحدرين من دول الخليج العربي يقيمون عندها يقضون وقتهم في السهر ومعاقرة الخمر وممارسة الجنس مع الشواذ الوافدين عليها. اشتد عضد «س.ب» وأصبح كلما حل خليجيون بأحد فنادق المدينة الحمراء إلا نودي عليه من طرف والدة «صاحبه»، هذه المرة لعرض جسده على بعض الوافدين من دول الخليج. الليالي الحمراء التي كان يقضيها كان يتميز فيها بإجادته للرقص الشخصي، ساعده في ذلك جسده الذي تحول إلى جسد أنثوي محض. الشاب أضحى يعشق التشبه بالنساء والقيام بمثل تصرفاتهن، غير أنه ظل يعبر في كل مرة عن هيامه بالمغنية اللبنانية هيفاء وهبي ويحاول تقليدها في أدق تفاصيل سلوكاتها، ويؤكد من التقوه في إحدى السهرات أنه يجيد الرقص أفضل منها، ليشتهر بين «ساكنة الليل» بلقب «هيفاء».