نُقل عمر الجزولي، على وجه السرعة، في الساعات الأولى من صباح أمس، إلى إحدى المصحات الخاصة بالعاصمة الفرنسية باريس لإجراء عملية جراحية مستعجلة على مستوى الرأس. وقال أحد أفراد العائلة، رفض الكشف عن هويته، إن العمدة السابق لمراكش أصيب بأزمة حادة، في حدود الساعة السادسة من مساء الثلاثاء، سقط على إثرها مغمى عليه في بيته، مما استدعى تدخل طبيب العائلة، الذي رافق الجزولي إلى مصحة خاصة بمدينة الدارالبيضاء، على متن سيارة إسعاف مجهزة بأجهزة تنفس اصطناعية أوصلته إلى غاية قسم الإنعاش بالمصحة. وذكر مصدر «المساء» أن الجزولي خضع لكشوفات طبية، بواسطة جهاز «سكانير»، في مصحة خاصة بالبيضاء، بيّنت انفجار أحد العروق برأسه، وهو ما استدعى نقله على وجه السرعة، مرفوقا بزوجته وابنه الأصغر، إلى إحدى المصحات الطبية الخاصة بباريس، وذلك في حدود الساعة الواحدة والنصف من صباح أول أمس الأربعاء. ولم يخف المقرب من العمدة السابق أن تكون نتائج الانتخابات الجماعية سببا في الوعكة الصحية التي ألمت بالجزولي، وقال: «كان البعض يزوره في البيت ليواسيه ويدعمه، وكان البعض الآخر يأتي فقط للتشفي فيه»، وأضاف قائلا: «إن من عادات الجزولي ألا يكشف لأفراد أسرته عن المشاكل التي يواجهها، ولم نشاهده يوما يبكي ليفرغ ما بداخله، لذلك فالرجل انهار بسبب كل ما يحمله بداخله من مشاكل». وأرجعت مصادر أخرى من مراكش ما أصاب الجزولي إلى «تهديدات انتقامية تلقاها من بعض الجهات النافذة التي رفض دعمها للفوز بعمودية المدينة، حيث اختار دخول غمار المنافسة». وربطت مصادر «المساء» صحة هذه الأخبار بما وقع لنجيب رفوش، المنتخب باسم الأصالة والمعاصرة، المطرود من الحزب بسبب دعمه للجزولي، والذي اعتقل، رفقة ثلاثة مستشارين ينتمون إلى حزب الاتحاد الدستوري، عشية انتخاب العمدة، بتهمة حيازة بنادق وأعيرة نارية وأسلحة بيضاء ومبالغ مالية، في ظروف وصفتها المصادر ب« الغامضة». وجدير بالذكر أن فاطمة الزهراء المنصوري، ممثلة حزب الأصالة والمعاصرة، فازت بأصوات 59 منتخبا في مجلس المدينة، مقابل 36 صوتا حصل عليها منافسها عمر الجزولي الذي «حُرم» من أصوات أربعة منتخبين ينتمون إلى حزبه بسبب اعتقال ثلاثة منهم وغياب عبد الله رفوش عن جلسة تشكيل المكتب.