تفرض سلطات مدينة سبتة تعتيما إعلاميا كبيرا على حالة أنفلونزا الخنازير بعد كشف إحدى الحالات التي تخضع حاليا للفحص تحت المراقبة بالمستشفى العسكري بالمدينة. وذكرت مصادر طبية ل «المساء» أن وزارة الصحة تعمل على تنفيذ الإرشادات المعمول بها في مثل هذه الحالات بالنسبة للبروتوكول الحالي لعدوى أنفلونزا الخنازير. «هذا العمل يجب أن يتم دون ضجة إعلامية، تفاديا لتوليد أي انزعاج وقلق وسط ساكنة المدينة»، يقول محدثنا، مضيفا أنه «لا يوجد تأكيد قوي على انتقال العدوى إلى سبتة». هذه المبررات أصبحت «مصطلحا فضفاضا» يستعمل في مثل هذه الحالات تجنبا لإخ افة الساكنة، يقول أحد الأخصائيين بالمدينة. وحسب مصادرنا فإن الشخص المريض، الإيطالي الجنسية، والمصاب حاليا بأنفلونزا الخنازير بمدينة سبتة قدم من المكسيك، حيث انتقلت إليه العدوى أثناء إقامته هناك. وأفادت المصادر أن المريض الذي يخضع للعلاج منذ يوم الأحد الماضي احتج على إدارة المستشفى العسكري، حيث طلب منهم السماح له بالخروج ومغادرة غرفته المتواجدة بجناح «رامون إي كاخال» التي يخضع فيها لمراقبة شديدة. ووفق منظمة الصحة العالمية فقد تجاوزت حالات الإصابة بفيروس «أنفلونزا الخنازير» ال 57 حالة في إسبانيا، حيث رفعت المنظمة مستوى الإنذار إلى الدرجة الخامسة على مقياس سلم من ست درجات، عملا بنصيحة لجنة خبرائها. وقررت مارغريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية رفع حالة التأهب لمواجهة انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير إلى الدرجة الخامسة، أي قبل درجة واحدة من إعلان حالة الوباء العالمي. وأقرت سلطات سبتة العمل بخطة لمواجهة الأوبئة من طرف اللجنة الاستشارية لمدينة سبتة، حيث قامت بتفعيل مراقبة بروتوكول خاص بعد تحديد الحالات المحتملة لأنفلونزا الخنازير، وفقا لما ذكرته مصادر من الحكومة المحلية. وتعتبر حالات مدينة سبتة هي الأولى من نوعها والمؤكدة في إفريقيا، حيث اكتشفت أعراض الوباء على اثنين آخرين من المرضى. وتفرض السلطات «بروتوكولات العزلة» في حق المصابين، وفق ما أوضح لنا متحدث من وزارة الصحة الإسبانية، حيث «أرسلت عينات من المرضى إلى المختبر المرجعي». وتقول مصادر طبية مسؤولة «إنه لا يزال يتعين الانتظار حتى نهاية الأسبوع لتحديد ما إذا كانت حالات الوباء ايجابية». وتدعو سلطات مدينة سبتة سكانها إلى «التهدئة» وعدم القلق. وخصص المغرب 850 مليون درهم لتمويل تدابير منع فيروس أنفلونزا الخنازير، إذ لم يتم تسجيل أي حالة من هذا الفيروس لحد الآن، لكن، يقول مصدر مغربي مسؤول «إن انتقال العدوى عبر مدينة سبتة إلى المغرب أمر محتمل ووارد، خصوصا مع دخول أكثر من 25 ألف مواطن مغربي يوميا إلى المدينة، ما يفرض اتخاذ إجراءات احتياطية مشددة، وهو «أمر غير ممكن نظرا لما يعرفه المعبر الحدودي باب سبتة من سوء التنظيم والضبط»، يقول المسؤول.