عاش السوق الأسبوعي المعروف بسوق الأحد بمنطقة بنسودة بفاس، زوال السبت الماضي، أحداث «شغب» بسبب موجة غلاء كبيرة لأضاحي العيد. وهاجم جانحون تجار الأكباش، عن طريق الرشق بالحجارة، واستعمل بعض المنحرفين السيوف والأسلحة البيضاء، وتعرضت العشرات من المواشي المعدة للبيع في السوق للسرقة، فيما أجبرت هذه الأحداث المأساوية التي انتقلت، لاحقا، إلى سوق آخر أعد للغرض ذاته في مقاطعة سايس – في المركب الرياضي للمدينة ، عددا من الأسر، للاحتفال بعيد الأضحى، يوم الأحد المنصرم، دون نحر خروف بعدما وجدت صعوبات بالغة في اقتنائه نتيجة فرار التجار من الأسواق بالمدينة، خوفا من تطور الأحداث، واضطرت أسر أخرى تتوفر على وسائل نقل وإمكانيات مادية إضافية، إلى الانتقال إلى مدن مجاورة بحثا عن الكبش في الوقت بدل الضائع، فيما أجبرت أسر أخرى على الرضوخ للأمر الواقع، واحتفلت بعيد الأضحى دون خروف. وقالت المصادر ل»المساء» إن العشرات من المواطنين الذين قصدوا السوق الأسبوعي للخرفان في منطقة بنسودة، أصيبوا بصدمة كبيرة نتيجة ارتفاع صاروخي لأثمنة الأضاحي، فقد ارتفعت أثمنة الأكباش التي تسوق عادة بأثمنة تتراوح بين 1000 و1500 درهم إلى ما يفوق 2500 درهم، ما دفع المواطنين، وأغلبهم من الفئات ذات الدخل المحدود، إلى التعبير عن سخطهم بتلقائية ضد موجة الغلاء غير المتوقعة، لكن التعبير عن السخط، خرج عن إطاره العادي، حيث دخل جانحون ومنحرفون على خط الاحتجاجات، وعمدوا إلى بدء مسلسل الهجوم على التجار عن طريق الرشق بالأحجار. وفي بضع دقائق، تحول السوق الأسبوعي، وهو من أكبر الأسواق التابعة للمجلس الحضري لفاس، إلى ساحة للرشق بالحجارة، واستعمل بعض المنحرفين السيوف والأسلحة البيضاء لارتكاب اعتداءات ضد التجار الذين أصيب بعضهم بجروح متفاوتة الخطورة، ولم يسلم المواطنون، أثناء هذه الأحداث، من إصابات بجروح، وقالت المصادر إن شرطيين أصيبا بدورهما بجروح بسيطة أثناء عملية تدخل لتهدئة الوضع. وتعرضت الشاحنات وسيارات نقل البضائع والبهائم لأضرار كبيرة بعدما تم رشقها بالحجارة من قبل العشرات من المواطنين، وضمنهم أفواج كبيرة من القاصرين. وأصيبت كذلك سيارات بعض المواطنين بأضرار، وتعرضت أكباش بعض التجار لعمليات سرقة. ووجد العشرات من التجار أنفسهم في وضع صعب، بعدما عجزوا عن مغادرة السوق في أمان، نتيجة مهاجمتهم بالأحجار، وأدى هذا الوضع بصاحب شاحنة إلى ارتكاب حادثة سير خطرة، حيث صدم مواطنين، قبل أن ترتطم الشاحنة بشجرة، وأصيب السائق بجروح بليغة، حسب ما أكده شهود عيان ل»المساء». وأدى تدخل القوات العمومية إلى تهدئة الأوضاع بهذا السوق، لكن التجار عمدوا إلى إخلائه، ووجد المواطنون الذين يرغبون في اقتناء أضحية العيد أنفسهم أمام فراغ مهول في العرض انضاف إلى الارتفاع الصاروخي للأثمنة، نتيجة تحكم المضاربين والسمسارة في العرض الذي بدا، حسب العديد من المواطنين، غير متكافئ مع الطلب، في آخر يوم قبل حلول موعد العيد، عكس تطمينات رسمية صادرة عن الحكومة، تؤكد بأن العرض متوفر وبأنه يفوق الطلب، وبأن الأثمنة مناسبة. وانتقلت أحداث «الشغب» إلى سوق أحدث على أرضية تابعة للمركب الرياضي لفاس في منطقة سايس، لكن هذه الأحداث لم تستمر طويلا، حيث طوقت القوات العمومية المركب، والجهات المجاورة للسوق، بالرغم من أنها ألحقت خسائر بسيارات مواطنين وشاحنات تجار قدموا إلى المدينة من مناطق الأطلس. وأفضت الهزة التي ألحقتها هذه الأحداث إلى إفراغ هذا السوق بدوره من الأكباش، بالرغم من التعزيزات الأمنية الكبيرة التي أحيطت بأسواق المدينة.