قبل يوم واحد من انتهاء ولاية حسني بنسليمان على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أسند الملك محمد السادس للجنرال ملف إعداد رياضيين مغاربة من مستوى عال، وهو المشروع الذي انطلق مساء يوم الثلاثاء بشكل رسمي، وبمبادرة من اللجنة الوطنية الأولمبية و قطاع الرياضة بوزارة الشباب والرياضة، ويرمي إلى تأهيل نخبة من الرياضيين المدعوين للدفاع عن حظوظ المغرب في الاستحقاقات الدولية القادمة وفي مقدمتها دورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها بلندن عام 2012. وصرح مصدر مسؤول باللجنة الأولمبية الوطنية ل«المساء»، أن البرنامج يهدف إلى توفير الظروف الجيدة لإعداد الرياضيين ومرافقتهم في جميع مراحل الإعداد «وسد الباب أمام أحاديث سئم منها الجميع وتتعلق بنقص الإمكانيات والمعسكرات». وقال المصدر ذاته «بتو جيه من صاحب الجلالة ومتابعة دقيقة من رئيس اللجنة الأولمبية من جديد، بعد بأن قرر إنهاء مهامه على رأس جامعة كرة القدم، حيث كان له نصيب أوفر في تفعيل البرنامج بأسس علمية دقيقة تستهدف إشراك الجامعات المعنية، من خلال اختيار الأبطال المرشحين والخبراء وأماكن المعسكرات حتى يتحمل كل طرف مسؤولياته». ورصدت للمشروع ميزانية تقدر ب330 مليون درهم، موزعة على السنوات الثلاث التي تفصلنا عن بداية الألعاب الأولمبية بلندن والتي تبقى الهدف الأسمى لهذه العملية غير المسبوقة. وشرعت اللجنة منذ أمس الأربعاء في تلقي البرامج النهائية والبدء بالتنفيذ بمواكبة عن قرب من حسني بنسليمان، الذي تفرغ كليا للعمل الأولمبي بعد انتهاء تجربة امتدت ل15 عاما في تدبير شؤون كرة القدم الوطنية، بعد حالة من الجمود سيطرت على عمل اللجنة الأولمبية الوطنية. وتم تقسيم الرياضيين الذين سيستفيدون من هذا البرنامج إلى ثلاثة مجموعات (أ) و(ب) و(ج)، ستستفيد من أوضاع مختلفة للتربص والتحفيز وفق الأهداف المرتبطة بها، وتهم المجموعة (أ) الرياضيين القريبين والمرشحين فوق العادة لانتزاع ميداليات أولمبية بدورة لندن، حيث ستخضع لمعسكرات خارجية وسترصد لها جميع الإمكانيات لتطبيق برنامج إعداد من المستوى العالي. كما خصصت لهؤلاء الرياضيين منح مالية و تقاعد وتأمين وتغطية صحية وامتيازات لم يسبق أن خصصت لرياضيين مغاربة أثناء تحضيراتهم للألعاب الأولمبية، أما المجموعة (ب) فتهم رياضيين واعدين بإمكانهم بدورهم أن يتألقوا في أولمبياد لندن، حيث سيستفيدون من معسكرات إعدادية مكثفة بالمركز الرياضي العسكري بالمعمورة بضواحي مدينة سلا، وهو المركز الذي يتوفر على مواصفات دولية، بينما تضم المجموعة (ج) الرياضيين الشباب المدعوين للمشاركة في النسخة الأولى للألعاب الأولمبية للشبان، التي ستستضيفها سنغافورة عام 2010 وسينتظم رياضيون من صنف الفتيان في معسكرات إعدادية في المركز الرياضي العسكري، أيضا في ظل عدم جاهزية المعهد الوطني مولاي رشيد للرياضات، والذي يخضع لعمليات إصلاح و تطوير جذرية. يذكر أنه من بين الجامعات الست التي ستستفيد من هذا البرنامج، ألعاب القوى والملاكمة والتايكوندو والجيدو والسباحة والدراجات.