بدأ الخبراء الدوليون عملهم في موقع سقوط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا يوم الجمعة على الرغم من الاشتباكات القريبة التي تدور بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا. وهذا الفريق هو الأكبر الذي يصل إلى الموقع منذ اسقاط الرحلة إم.إتش.17 فوق منطقة يسيطر عليها الانفصاليون في 17 يوليو تموز ما أدى إلى مقتل 298 شخصا كانوا على متنها. وكان الطريق المؤدي إلى المنطقة خطرا للغاية بسبب القتال الشرس حوله ما أحبط الجهود لاستعادة جميع أشلاء الضحايا والدفع قدما باجراءات التحقيق. وفي الجولة الأخيرة من الاشتباكات قالت القوات الحكومية الأوكرانية يوم الجمعة إن الإنفصاليين الموالين لروسيا قتلوا 10 جنود مظليين على الأقل في كمين بعد منتصف الليل بالقرب من بلدة شاختارسك وهي البلدة الأقرب إلى موقع التحطم. وقال الإنفصاليون إنهم أجبروا القوات الحكومية على التراجع إلى المناطق المحيطة ببلدة شاختارسك حيث احتدم القتال لعدة أيام. وقال مسؤول عسكري إن 13 جنديا أصيبوا في حين يحيط الغموض بمصير 11 جنديا آخر. وتضم البعثة 70 خبيرا من استراليا وهولندا وهما البلدان اللذان ينتمي اليهما العدد الاكبر من ضحايا الطائرة بالاضافة إلى ممثلين عن منظمة الأمن والتعاون في اوروبا. وقالت المنظمة على تويتر "إن العمل لانتشال الأشلاء بدأ على الفور." وتوجه فريق استطلاعي من الخبراء إلى الموقع من مدينة دونيتسك يوم الخميس ولكه بقي لنصف ساعة فقط بعد أن أوقف الجانبان القتال على طول الطريق. وتم التوصل لاحقا إلى اتفاقية لتمديد اطلاق النار المحدود حول الطريق وتحويله إلى ممر آمن في محادثات جرت في روسياالبيضاء ضمت ممثلين عن روسيا واوكرانيا والانفصاليين ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. واتهمت كييف الانفصاليين بزرع ألغام ارضية في المنطقة بالقرب من موقع تحطم الطائرة مشيرة إلى أن الانفصاليين ربما يريدون إعاقة التحقيق وإخفاء الأدلة غير أن مسؤولا في المنظمة قال إنهم لم يعثروا على أي دليل يدعم هذه الادعاءات. وقال مسؤولون أوكرانيون إن حوالي 80 جثة لم تسحب حتى الآن من موقع تحطم الطائرة البوينج 777. وكان بين الضحايا 193 هولنديا و27 استراليا بالاضافة إلى 43 ماليزيا. وقال الولاياتالمتحدة إن الانفصاليين ربما أسقطوا الطائرة الماليزية عن طريق الخطأ بصاروخ روسي الصنع لكن الإنفصاليين وموسكو نفوا هذه الاتهامات ويلقون بالمسؤولية في تحطم الطائرة على حملة كييف العسكرية لقمع الحركة الإنفصالية. وفي أعمال عنف أخرى قالت سلطات مدينة لوجانسك إن خمسة مدنيين قتلوا وجرح تسعة آخرون في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وكثفت القوات الحكومية الأوكرانية عملياتها العسكرية في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية منذ سقوط الطائرة الماليزية وأجبرت الإنفصاليين على الخروج من عدد من البلدات وجعلتهم يتراجعون ويتحصنون في لوجانسك ودونيتسك. وتحاصر القوات الحكومية مدينة لوجانسك وقال السكان إن المدينة باتت لا تصلها المؤن الغذائية ولا الماء والكهرباء. وأعلن قائد المتمردين إيجور جيركين حالة الحصار في المناطق التي يسيطر علها الانفصاليون داخل وحول دونيتسك وقال إن هذا الامر يسمح لمقاتليه بمصادرة السيارات ومواد البناء والطعام والمعدات الطبية والهواتف. وقالت الأممالمتحدة هذا الأسبوع إن أكثر من 1100 شخص قتلوا وجرح 3500 تقريبا في الفترة بين منتصف أبريل نيسان و26 يوليو تموز.