كشف الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (كنوبس) عن أرقام صادمة، بخصوص تطور أعداد المصابين بمرض السكري في المغرب خلال السنوات الخمس الأخيرة. وأكد الصندوق، في دراسة جديدة حول الأشخاص المصابين بداء السكري ونفقاتهم خلال الفترة الممتدة من سنة 2008 إلى سنة 2013، أن عدد المصابين بالمرض سنويا انتقل من 22079 شخص سنة 2008 إلى 49169 شخص في سنة 2013، بمعدل نمو يصل إلى 123 في المائة في ظرف 5 سنوات، ووفق معدل نمو سنوي بلغ 17 في المائة. وأشار الصندوق إلى أنه من خلال هذه الأرقام احتل داء السكري الرتبة الأولى من حيث عدد المؤمنين المصابين بأمراض مزمنة بثقل بلغ 40 في المائة سنة 2013 مقابل 32 في المائة سنة 2008. أما على مستوى النفقات التي تحملها الصندوق لتغطية نفقات علاج المصابين، فقد انتقلت من 5 في المائة سنة 2008 من إجمالي نفقات الصندوق إلى 8 في المائة سنة 2013، لتقفز بذلك من 183 مليون درهم إلى 379 مليون درهم في ظرف 5 سنوات. وفي المتوسط، صرح 6001 شخص سنويا للصندوق بإصابتهم بداء السكري لأول مرة خلال الفترة المتراوحة بين 2008 و2013، حسب ما جاءت به دراسة «الكنوبس». ويراكم عدد كبير من المؤمنين المصابين بمرض السكري مجموعة من الأمراض طويلة الأمد والمكلفة والمترتبة في الغالب عن مضاعفات لمرض السكري. ويلاحظ تفاقم نسبة الحالات التي تجمع أكثر من مرض مزمن علاوة على داء السكري، حيث انتقل عددها من 23 في المائة سنة 2008 إلى 41 في المائة سنة 2013. ومن بين الأمراض الرئيسية التي نجدها مرتبطة بداء السكري سنة 2013، ارتفاع الضغط الدموي الحاد، والذي يمثل أول مرض لصيق بداء السكري، حيث إن 33 في المائة من المؤمنين المصابين بداء السكري يعانون أيضا من ارتفاع الضغط الدموي الحاد. وفي الرتبة الثانية نجد أمراض القلب والشرايين بنسبة 3.3 في المائة، يليها الغلوكوم Glaucome المزمن بأكثر من 2 في المائة، والقصور الكلوي المزمن والنهائي بنسبة 0.9 في المائة. ولاحظت الدراسة أن عدد الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني يعرف ارتفاعا ضمن مجموع المصابين بهذا الداء، على غرار الانتشار الذي يشهده المرض على المستويين المحلي والدولي، إذ يمثل الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الثاني سنة 2013 حوالي 58 في المائة من مجموع الأشخاص المصابين بالسكري، مقابل 27 في المائة سنة 2008، مع أن هذا النوع من السكري يمكن تفاديه حسب توصيات منظمة الصحة العالمية باعتباره نتيجة مباشرة للوزن الزائد وقلة الحركة.