تسجل نسبة حالات الإصابة بداء السكري ارتفاعا سنويا يبلغ 17 في المئة، مما جعله يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المؤمنين المصابين بأمراض مزمنة بتكلفة تصل إلى 46 في المئة سنة 2013 مقابل 32 في المئة سنة 2008، ويبلغ عدد المستفيدين من خدمات الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي سنة 2013 ما مجموعه 2,9 مليون شخص، 126 ألف منهم مصابين بأمراض مزمنة ومكلفة، أي ما يعادل 4,22 في المائة من المؤمنين، وذلك وفق إحصائيات كشفتها دراسة للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي(الكنوبس) حول الأشخاص المصابين بداء السكري ونفقاتهم خلال الفترة الممتدة من سنة 2008 إلى سنة 2013 في المغرب. ويأتي داء السكري على رأس الأمراض المزمنة التي يعاني منها منخرطو الكنوبس، حيث ارتفع عدد المصابين بهذا الداء المؤمنين بنسبة بلغت 123 في المئة في ظرف 5 سنوات، حيث ارتفع عدد المصابين بهذا الداء في المغرب من حوالي 22 ألف شخص سنة 2008 إلى أزيد من 49 في سنة 2013. من جهة أخرى، بلغ متوسط كلفة ملف كل مؤمن مريض بالسكري لدى الصندوق 1087 درهم في المعدل خلال الفترة المتراوحة بين 2008 و2013 مقابل متوسط كلفة ملف بالنسبة لكل مستفيد من خدمات الصندوق يصل إلى 755 درهم، فيما يصل المعدل الإجمالي لتغطية مصاريف علاج مرضى السكري في إطار التأمين الإجباري عن المرض بالقطاع العام إلى 76 في المئة سنة 2013. واحتلت ساكنة الدارالبيضاء الصدارة بالنسبة للجهات التي تتعرض ساكنتها لأمراض السكري بنسبة 2.4 في المئة من مجموع منخرطي الصندوق، تليها الرباطسلا زمور زعير بنسبة 2 في المئة، وجهة الغرب الشراردة بني حسن بنفس النسبة، والجهة الشرقية بنسبة 1.9 في المئة ومراكش تانسيفت الحوز بنسبة 1.8 في المئة وجهة فاس بولمان بنسبة 1.7 في المئة وطنجة تطوان بنسبة 1.7 في المئة. ومن بين الأمراض الرئيسية المرتبطة بداء السكري سنة 2013 -تضيف الدراسة ذاتها-أمراض ارتفاع الضغط الدموي الحاد، حيث أن 33 في المئة من المؤمنين المصابين بداء السكري يعانون أيضا من ارتفاع الضغط الدموي الحاد، تليه أمراض القلب والشرايين، مرض Glaucome المزمن، تم القصور الكلوي المزمن والنهائي. الدراسة ذاتها كشفت على أن معدل انتشار مرض السكري يزيد كلما تقدم الشخص في السن وتعدى 40 سنة، إذ يصل إلى 7.6 في المئة لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 65 و 70 سنة و7.5 في المئة لدى الذكور من نفس الفئة العمرية، كما كشفت أن معدل المصابين بداء السكري داخل أوساط المتقاعدين بلغ 46 في المئة. وأبرزت الدراسة أن معدل الكلفة السنوية المتوسطة لشخص مصاب بمرض السكري، مهما كان جنسه، يرتفع مع التقدم في السن، إذ ينتقل من 6000 درهم في المتوسط بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 سنة إلى 10.600 درهم بالنسبة للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 سنة فأكثر، مسجلة أن العلاقة التي تجمع بين تكلفة العلاج وسن المريض المصاب بمرض السكري طبيعية جدا لكون المضاعفات المترتبة عن مرض السكري تظهر تدريجيا مع تقدم المصاب في السن، متسببة في مصاريف علاج أكثر فأكثر.