أزيد من ثمانية ملايين مغاربي مصاب بداء «السكري 2» كشف أطباء مغاربيون أن 10 في المائة من سكان دول المغرب العربي الخمسة «الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا» مصابين بداء السكري 2.»، أي أزيد من ثمانية ملايين مغاربي. وقال أخصائيون من مختلف دول العالم، خلال المؤتمر المغاربي الثامن لأمراض الغدد وداء السكري الذي احتضنته مدينة الدارالبيضاء، والذي يشارك في أشغاله إلى جانب الأطباء المغاربيين أخصائيون من فرنسا واسبانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية وأوكرانيا، إن 10 في المائة من سكان المغرب العربي البالغين 30 عاما فما فوق مصابين بداء السكري2. ووصف الأخصائيون داء السكري 2 «بالخطير جدا» لأنه يتسبب في وفاة بين 60 إلى 70 في المائة من المصابين بهذا الداء نتيجة تعرضهم إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مشيرا إلى أن المصابين بداء السكري 1 يؤدي بهم إلى العجز الكلوي وفقدان البصر. وأشاروا إلى أن من بين أسباب الإصابة بداء السكري عدم ممارسة الرياضة والإرهاق والتدخين. من جهتها، قالت الدكتورة فاطمة مروان، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض الغدد وداء السكري والتغذية، في تصريح لبيان اليوم، إن منظمة الصحة العالمية دقّت ناقوس الخطر حول انتشار داء السكري في العالم، حيث بلغ عدد المصابين حاليا 250 مليون مصاب، مشيرة إلى أن النسبة الكبيرة موجودة في الدول السائرة في طريق النمو. وحسب الأطباء الأخصائيين في داء السكري والغدد، فإن أحد أبرز أعراض المرض هو الغيبوبة في حالة ارتفاع السكر في الدم، لكن تضيف: «مشكل الغيبوبة بالنسبة إلى المرضى الذين يتبعون العلاج يعد أقل خطورة مقارنة مع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم بنسبة 2 إلى 2.5 في المائة، ولا يتبعون العلاج»، هؤلاء قد تتطور حالتهم إلى الأسوأ، وقد يصابون بأمراض أخرى مثل العمى، أو تقلص الشرايين، أو العجز الجنسي بالنسبة للرجل، أو الإصابة في المخ، وقد يتطور الوضع إلى الإصابة بالشلل. أما في حالة اكتشاف المرض مبكرا والخضوع للعلاج بشكل منتظم فإن المصاب، تقول الدكتورة الفقير: «يمكنه العيش بشكل عاد بدون مشاكل». وبخصوص التطورات التي عرفتها العلاجات الخاصة بهذا الداء فإن المختصين يؤكدون أنه لا جديد بخصوص إمكانية القضاء على داء السكري بشكل جذري، إنما هناك أدوية جديدة أثبتت نجاعتها، في مجال تفادي هبوط السكر أثناء تناولها، ويتعلق الأمر بنوع جديد من الأنسولين مختلف عن الأنسولين التقليدي الذي يؤدي تناوله إلى نقص حاد في السكر في الدم. ويمكن للأدوية الجديدة ضمان استقرار حالة المريض بداء السكري لمدة 24 ساعة. وبالإضافة إلى ذلك يقول الأخصائيون، إن هناك تطورا في تقنية الحقن بالأنسولين عن طريق «أقلام» تحفظ درجة حرارته، بحيث لا يحتاج لوضعه في الثلاجة، ويكون مفيدا للأشخاص الذين يتنقلون كثيرا. ويشار إلى أن نسبة مرض السكري في المغرب تقدر لدى الأشخاص الذين يفوق سنهم 20 سنة ب 6.8 في المائة، ويعد السبب الأول في الضعف الكلوي وفي البتر غير الرضحي للأطراف وفقدان البصر. وتصل كلفة المصاريف العلاجية لمرض السكري في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى 132 مليار دولار ويرتقب أن تصل الى160 مليار دولار عند اواخر2011، أما في فرنسا فإن فاتورة علاج مصاب بمرض السكري تقدر ب 5910 أورو لكل سنة، علما بأن أربعة في المائة من الفرنسيين يعانون من هذا الداء، بينما في الجزائر تصل نسبة مرض السكري من 7 الى9 في المائة، ومصاب على اثنين غير معروف. ويعتبر مرض السكري أولوية صحية تتطلب مواجهة «عنيفة» من الناحية الوقائية والمراقباتية، ورغم التقدم القوي الذي حصل في مراقبة داء السكري والعلاجات الجديدة فإن النتائج بالنسبة لمرضانا تعتبر غير موازية لهذا التقدم العلاجي.