تستعد الجمعيات الناشطة في مجال التوعية بمخاطر داء السكري عبر العالم، لوضع برنامج عمل، تخليدا لليوم العالمي للمرض الذي يصادف 14 من شهر نونبر من كل سنة..على أساس أن تتخلله أيام تحسيسية للفت انتباه المرضى إلى ضرورة توخيهم الحذر، من الإفراط في استهلاك اللحوم والوجبات الخفيفة والدسمة، موازاة مع تخليهم عن الحركة والمشي. ومن أكثر ما يثير تحفظ ومخاوف الأطباء الأخصائيين في علاج مرض الغدد وداء السكري، تنامي ظهور داء السكري وسط فئة، استنادا إلى أن المرض ظل غائبا طيلة عشرين سنة الماضية، ولم يظهر إلا بعد تغير العادات الغذائية وأنماط العيش لدى شريحة واسعة من الأسر المغربية، التي باتت تختار تناول الوجبات السريعة المستوردة من الخارج، والتفاخر بارتياد المحلات التجارية التي تحمل أسماء تجارية عالمية. ويقدر عدد الأطفال المصابين بداء السكري في المغرب ب150 ألف طفل، ممن لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، يحملون النوع الثاني من المرض، الذي لا يصيب عادة إلا البالغين، حسب إفادات لأطباء متخصصين في علاج أمراض الغدد الصماء والسكري. ويعزي الأطباء ظاهرة إصابة الأطفال بداء السكري إلى تغير العادات الغذائية لدى الأسر المغربية، ما يهدد صغارهم بالإصابة بالسمنة وبداء السكري، نتيجة تناولهم ل"السندويشات" و"الهومبوركر" و"الفريت" والمشروبات الغنية بمادة "الصودا"، المشبعة بالدهون الحيوانية وبالسكريات سريعة الامتصاص، مقابل افتقارها إلى الألياف والكربوهدرات المتوفرة بكميات مهمة في النمط الغذائي التقليدي، الذي يعتمد أساسا على الخضر. وبناء على ذلك، أضحت نسبة مهمة من الأطفال المغاربة أكثر تهديدا بداء السكري، بسبب طول فترة جلوسهم أمام التلفاز وجهاز الحاسوب، حيث يختارون أخذ وجباتهم، مقابل امتناعهم عن الحركة وممارسة التمارين الرياضية. ويأتي ذلك في الوقت الذي يدق فيه الأطباء الأخصائيون ناقوس الخطر، وهم يخبرون أن داء السكري، يعد من الأمراض المرتبطة بتغير النمط الغذائي، والذي أخذ في تنامي كبير في المغرب، حيث يتزايد عدد الإصابات به سنويا، ما يطرح العديد من الإشكالات على الصحة العمومية. ويمثل مرضى السكري، 6.6 من سكان المغرب الذين تفوق أعمارهم 20 سنة، وذلك حسب إحصاءات وزارة الصحة لسنة 2000. ويفيد الأخصائيون أن داء السكري من بين الأمراض المزمنة التي تطرح على الصحة العمومية العديد من التحديات والإشكالات، لتطوره وتزايد عدد المصابين به لحد لفت الانتباه، إذ تصل نسبة الإصابة به بين الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 30 سنة في المغرب، إلى 10 في المائة من مجموع السكان. وتكمن خطورة الداء في كونه مرضا ينخر جسد المصابين به، بشكل خفي وصامت، ولا تظهر خطورته ومضاعفاته المتنوعة، إلا سنوات بعد الإصابة به، خاصة عند المرضى الذين يخالفون إرشادات الطبيب، وينهجون أسلوبا غذائيا وعلاجيا خاطئا. ويعتبر المرض السبب الأول في المغرب وراء بتر القدم السكرية، التي تعتبر من مضاعفاته الصحية الخطيرة، نتيجة العديد من الأسباب، من أهمها ضعف الوحدات الصحية الخاصة بعلاج القدم السكرية، التي تتكفل بالمرضى وتحيطهم بالعناية الطبية اللازمة والمناسبة لحالتهم، وجهل أو تجاهل المرضى بضرورة تتبع النصائح الطبية واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي التهاب الرجل وتعفنها بعد تعرضها لقروح أو صدمات لا تلتئم فيها.