سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على هامش تخليد اليوم العالمي لداء السكري : معاناة المرضى مع أثمنة الأنسولين و شركات التوزيع والسوق السوداء للأدوية تهيمن على اللقاء التواصلي بفاس لجمعية الأمل لمرضى السكري
في إطار التهييء لفعاليات تخليد اليوم العالمي لداء السكري بكلية الطب بمدينة الدارالبيضاء الذي ستنطلق أشغاله يومه السبت 14 نونبر الجاري ، وتحت شعار "داء السكري تربية ووقاية"، نظمت جمعية الأمل لمرضى السكري بالمغرب يوم الخميس 12 نونبر الجاري، يوما تواصليا مع المصابين وفعاليات المجتمع المدني بالجهة تخليدا لليوم العالمي لداء السكري الذي يصادف 14 من نونبر.هذا وقد عرف هذا اليوم التواصلي تنظيم عروض وندوات حول أسباب المرض وأعراضه ومضاعفاته و طرق علاجه والوقاية منه، حيث أثيرت قضايا تكتسي حساسية شديدة في دواليب داء السكري وفي مقدمتها تقصير وزارة الصحة في توفير الأنسولين الإنساني بالعديد من المراكز الصحية بالمداشر والقرى وبعض المناطق الحضرية التي يقطن بها المصابون الفقراء.كما تفجر نقاش حاد بين ممثلين عن جمعيات المجتمع المدني وممثل شركة خاصة بتوزيع الأدوية بمدينة الدارالبيضاء والذي أطلق النار على الجمعيات التي يتهمها بتهميش دور مؤسسة الطبيب في تتبع ومراقبة صحة مرضى السكري، وأنها أضحت تفتح حوانيت تنافس بشكل كبير الصيدليات في مجال تسويق الأدوية والمواد الغذائية الصحية الخاصة بمرضى السكري.كما انتقد في سياق آخر عمليات بيع بعض الجهات لأدوية مرضى السكري في الأسواق السوداء بأثمنة بخسة تجانب الحفاظ عن سلامة وصحة المرضى الذين يتناولون انسولينات غير قادرة عن أداء مفعولها-كما يقول- في خفض كمية السكر بالدم و ضبط "الكلوكوز" ، فيما انتقد فاعلون في ميدان الصحة من جهتهم هرولة شركات إنتاج وتوزيع الأدوية وراء الربح السريع من خلال الارتفاع الصاروخي الذي تعرفه اثمنة الأنسولين، ومن خلالها هوامش ربح هذه الشركات التي أضحت اليوم - بحسب رأي المرضى المحتاجين- مطالبة بالتشبع بثقافة المواطنة والانخراط في عمليات غرس قيم التضامن والتعاضد والتساند مع مرضى السكري خاصة المحتاجين منهم والذين يشكلون الفئة الكبيرة الأكثر تعرضا لمضاعفات المرض الخطيرة والتي ساقت ما يزيد عن 150 مريضا بجهة فاس بولمان إلى ضرورة الخضوع لعمليات تصفية الدم بعد أن أصيبوا بمرض القصور الكلوي، جراء عدم تناولهم بانتظام للأدوية الباهظة الثمن. وفي نهاية هذا اللقاء التواصلي،أشرف اطر جمعية الأمل لمرضى السكري على عملية توزيع أدوية مجانية لفائدة 400 مريضة ومريض بهذا الداء، والتي همت جميع أنواع الأنسولين والأقراص والأجهزة الطبية الخاصة بقياس السكري، وهي الكمية التي حددت قيمتها مصادر من الجمعية المنظمة في ما قدره 500 ألف درهم. وفي انتظار أن يتم تسطير خطة عمل استراتيجية ما بين الجامعة المغربية لداء السكري وجمعيات المجتمع المدني المنضوية تحت لوائها من جهة، ووزارة الصحة وشركات إنتاج وتوزيع الأدوية من جهة ثانية، وذلك بغية اتخاذ مواقف جماعية وحازمة لرفع التحديات الصحية وتمكين جميع مرضى السكري من الولوج العادل للخدمات الوقائية والعلاجية في ظل انبثاق نظام صحي وطني جديد ومنصف يقوم على التضامن والمسؤولية لفائدة هذه الفئة من المرضى، والذين تتهددهم المضاعفات الكارثية لداء السكري،تبقى عمليات شد الحبل بين الأطراف مستمرة .