أكد المشاركون، في لقاء صحفي نظم مساء أول أمس السبت بمراكش في إطار التحضير لليوم العالمي لمرض السكري (14 نونبر الجاري)، أن مرض السكري يعد من بين إكراهات الصحة العمومية، وأن محاربته لا تقتصر فقط على الوزارة الوصية بل هو مسؤولية الجميع. وأضافوا أن هذا المرض، الذي يعتبر من بين الأمراض المزمنة، يتطلب تشخيصا مبكرا وتتبعا مستمرا لما يتسبب فيه مع مرور الوقت من مضاعفات خطيرة على الكلي والقلب والشرايين والقدرة على الإبصار، إضافة إلى مضاعفات قد تصيب أطرافا أخرى من الجسد، مشددين في هذا السياق على أهمية الوقاية منه، خاصة عن طريق تغذية جيدة ومتوازنة وممارسة التمارين الرياضية. وحسب دراسة وبائية أجريت بالمغرب سنة 2008 على أشخاص يبلغون من العمر أكثر من 20 سنة (رجالا ونساء بالمناطق القروية والحضرية)، فإن نسبة انتشار هذا الداء يقدر ب 10 في المائة، في حين يمكن لهذه النسبة أن تتجاوز 10 في المائة; خاصة لدى الأشخاص البالغين 50 سنة من العمر. وأشار المتدخلون الى أن ما يقارب ثلاثة ملايين من هؤلاء الأشخاص يعانون من مرض السكري، دون احتساب الحالات غير المصرح بها، مشيرين الى غياب معطيات وبائية موثوق بها حول هذا الداء. وأمام استفحال هذا الداء ومساهمة في تقليص عدد الوفيات جراء داء السكري عملت وزارة الصحة على وضع مخطط صحي برسم ( 2008 -2012 ) يرمي الى تحسين مستوى التكفل بمرضى السكري وتعزيز استراتيجية التواصل والإعلام في هذا المجال. وبخصوص اليوم العالمي لمرض السكري، الذي سيحتفل به يوم 14 نونبر الجاري بمراكش تحت شعار "الوقاية والتربية"، أوضح المشاركون أن هذه التظاهرة ترمي الى تحسيس المواطنين وسلطات كل بلد بخطورة هذا المرض وتقديم إجابات عن كل المخاوف المرتبطة بتزايد حالات الإصابة بداء السكري في العالم. وبهذه المناسبة، ستقوم جمعية مرضى السكري بالجنوب ما بين 8 و13 نونبر الجاري، تحت رعاية وزارة الصحة والفيدرالية الوطنية المغربية لداء السكري، بتنظيم تظاهرة تحسيسية حول هذا الداء، عبر مختلف أحياء المدينة الحمراء كالمحاميد والحي الحسني وسيدي بلعباس وسيدي يوسف بنعلي والحي المحمدي والقاضي عياض. كما سيتم يوم 14 نونبر بساحة جامع الفنا إنشاء قرية وإضاءة المواقع الرمزية للمدينة كصومعة الكتبية باللون الأزرق، قصد لفت انتباه المواطنين إلى معرفة أفضل وتكوين نظرة مختلفة عن داء السكري. وستعمل الجمعية يوم 15 نونبر على تنظيم مسيرة عبر أرجاء مدينة مراكش من أجل التحسيس المباشر والقوي بداء السكري تحت إشراف أبطال في العدو الريفي وطنيا ومحليا. ويبلغ عدد الحالات المتكفل بها على مستوى جهة مراكش تانسيفت الحوز، حسب معطيات وبائية( لسنة 2008)، 29 ألفا و117 شخصا، من بينهم 14 ألفا و564 حالة بمراكش و6071 بقلعة السراغنة و3156 بالحوز و3195 بالصويرة و2131 بشيشاوة. وتقدر نسبة حالات مرضى السكري الصعبة بالجهة ب 5ر2 في المائة (مراكش 73ر4 في المائة) و(قلعة السراغنة 36ر1 في المائة) و(الصويرة 5ر0 في المائة) و(الحوز 54ر0 في المائة) و(شيشاوة 12ر1 في المائة).