يتطلع التجاري وفا بنك إلى جني ثلث أرباحه خلال الخمس سنوات القادمة من عمليات توسعه في القارة الإفريقية التي ما فتيء يركز تواجده فيها في السنوات الأخيرة. ويأتي الاهتمام المتزايد للمجموعة بإفريقيا، حسب ما أوضحه الرئيس المدير العام، للتجاري وفا بنك، محمد الكتاني، خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء، في إطار سياسة التنمية التي يؤطرها المخطط الاستراتيجي الذي يغطي الفترة الممتدة بين 2008 و 2012، حيث إن الانفتاح على القارة السمراء، جاء بعد إدراك البنك أنه لا يمكنه أن يظل محصورا في السوق المغربي، بل لا بد له من الانفتاح على القارة التي تصل ساكنتها إلى مليار نسمة، ومرشحة إلى أن تقفر إلى مليارين في الأربعين سنة القادمة. غير أن هذا الاعتبار ليس الوحيد الذي قد يحرض بنكا مثل التجاري وفا بنك على خوض مغامرة الولوج إلى القارة الإفريقية، ففي الوقت الذي يصل معدل الاستبناك في المغرب حوالي 32 في المائة، لا يتعدى في البلدان الإفريقية التي يضعها البنك نصب عينيه ما بين 3 و4 في المائة، مما يمنح فرصا كبيرة للتطور، وهذا ما جعل الكتاني يؤكد أن الأبناك التي لها موطيء قدم بالقارة تتوفر على طاقة إنتاجية كبيرة، مما سيخول للبنك جني ثلث أرباحه من توسعه في إفريقيا خاصة أن الفروع الإفريقية ساهمت ب 8 في المائة في أرباح البنك حصة المجموعة في السنة الفارطة، عوض 2 في المائة في سنة 2007. و أشارالكتاني إلى أنه لن تكون ثمة هدنة على مستوى البحث عن التواجد في البلدان الإفريقية خلال السنة الجارية،حيث قال إن الأزمة المالية العالمية منحت البنك فرصا عظيمة لتسريع خطة التطوير الاقليمية،مؤكدا على أن البنك سيواصل دراسة جميع سبل النمو الخارجي. وهو ما يعزز الدينامية التي واصلها في السنة الفارطة، حيث اقتنى 51 في المائة من رأسمال البنك الدولي لمالي، ووقع على اتفاقية مع القرض الفلاحي الفرنسي لتفويت مساهماته بالأغلبية في ساحل العاج و الغابون و الكاميرون والكونغو، والكونغو برازافيل، زيادة على تقوية حضوره في السينغال والحصول على ترخيص بموريتانيا وفتح ممثلية بليبيا. وتجلى من خلال النتائج التي قدمت أول أمس، أن التجاري وفا بنك بدأ يجني ثمار انفتاحه على السوق التونسية، حيث ساهم التجاري بنك تونس، في النتائج السنوية، إذ أقفل بمنتوج بنكي صاف ب 808.2 ملايين درهم، مسجلا زيادة بنسبة 20 في المائة، مقارنة ب 2007، في نفس الوقت وصلت أرباج التجاري بنك تونس إلى 256.2 مليون درهم، مقابل ناقص 60 مليون درهم سنة من قبل. وبخصوص نتائج السنة الماضية، وصل المنتوج الصافي الموطد حوالي 11 مليار درهم في السنة الفارطة، بزيادة بنسبة 24.7 في المائة، مستفيدا من حسن أداء هامش الفوائد و الهامس على العمولات و نشاطات السوق، ووصلت النتيجة الصافية حصة المجموعة إلى 3.1 ملايير درهم، بزيادة بنسبة 27 في المائة، وارتفعت حصيلة المجموعة إلى 258.9 مليار درهم، محققة نموا بنسبة 22.2 في المائة ، وبلغت الأموال الذاتية الموطدة 21.1 مليار درهم، بحيث تؤشر هذه النتائج على انطلاقة جيدة للمخطط الاستراتيجي الذي يتطلع واضعوه إلى بلوغ نمو سنوي للأرباح حصة المجموعة ب 15 في المائة. حذر و تفاؤل قال عمر بونجوع، عضو مجلس إدارة التجاري وفا بنك، إن البنك حريص على تدبير المخاطر في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، بحيث يعمل على تتبع القطاعات الإنتاجية في المغرب، خاصة ذات الصلة بالعقار والنسيج و السياحة.. وهو هاجس- يقول بونجوع- يحيد عنه البنك حتى في الفترات العادية، في نفس السياق، شدد محمد الكتاني، الرئيس المدير العام للمجموعة، على أن البنك يحاول مواكبة زبنائه في ظل الأزمة، مع احترام المحاذير التي تفرضها القوانين الجاري بها العمل، مشيرا إلى أن نتائج البنك ستكون جيدة خلال السنة الحالية، وهو ذات التفاؤل الذي أبدته المؤسسات البنكية الأخرى في المغرب، خاصة في ظل توقعات النمو الاقتصادي المتفائلة التي يدعمها محصول الحبوب المرتقب.