يبدو أن شهية الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفابنك للتوسع بالقارة الإفريقية لاتنتهي، حيث تمكن من الاستحواذ على خمسة بنوك إفريقية دفعة واحدة خلال هذا الأسبوع. العملية أعلن عنها، أول أمس الأربعاء، محمد الكتاني في ندوة أقيمت بمقر المجموعة وبحضور جون فريديريك دولوش، المدير العام المفوض ل«كريدي أكريكول» الفرنسي، حيث أقر الرئيس المدير العام ل«التجاري وفابنك» بأن المباحثات مع الطرف الفرنسي تمت في سرية تامة إلى حين الإعلان عن توقيع العقد بين البنك الفرنسي «القرض الفلاحي» أو «كريدي أكريكول» ومجموعة التجاري وفابنك يوم الثلاثاء الماضي، والذي بموجبه تخلى البنك الفرنسي على خمسة بنوك إفريقية مقابل تخلي التجاري وفابنك عن أسهمه في مؤسستين اثنتين بالمغرب. وأضاف محمد الكتاني أن الاتفاقية تتيح للتجاري وفابنك الاستحواذ على 81 في المائة من رأسمال القرض الكونغولي و51 في المائة من رأسمال الشركة الإيفوارية للبنوك و65 في المائة من رأسمال الشركة الكاميرونية للبنوك و59 في المائة من رأسمال الاتحاد الغابوني للبنوك و95 في المائة من رأسمال بنك القرض السنغالي وقد بلغ حجم العملية 250 مليون يورو أي 2.8 مليار درهم. في المقابل، سيتخلى «التجاري وفابنك» عن 24 في المائة من رأسمال «مصرف المغرب» لصالح «كريدي أكريكول» الفرنسي، ليرتفع رأسمال البنك الفرنسي في «مصرف المغرب» إلى 77 في المائة، وبلغت قيمة العقد 144 مليون يورو، أي 1.6 مليار درهم. كما يقضي العقد المبرم باقتناء «صوفينكو»، وهي أحد فروع «كريدي أكريكول» ب15 في المائة من رأسمال «وفا سلف»، مما سيجعل نسبة البنك الفرنسي من خلال فرعه ترتفع إلى 49 في المائة من رأسمال «وفا سلف»، وتصل العملية إلى 71 مليون يورو. وقال الكتاني إن التجاري وفابنك، بعد هذه العملية، سيكون أول بنك بالكامرون وبالكونغو برازفيل، والبنك الثالث بالغابون، والرابع بالسنغال، ثم البنك السادس بالكوت ديفوار، ولم يفوت رئيس أكبر مجموعة بنكية بالمغرب الفرصة للحديث عن التجاري وفا بنك في أفق سنة 2012, وهو المخطط الاستراتيجي الذي ينتظر أن يغطي الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012. ويتميز المشروع، حسب الكتاني, بتركيزه على ثلاثة أسس، أولها تكريس مكتسبات ومنجزات مخطط 2006 2010 الجاري, وثانيا استغلال الإمكانيات والفرص المتاحة والمتوقعة نتيجة المتغيرات الاقتصادية والمالية على الصعيدين الوطني والدولي, وأخيرا تعزيز مكانة المجموعة على المستويين المحلي والجهوي، وتوقع محمد الكتاني إضافة 3 ملايين زبون, وأكثر من 2300 وكالة جديدة, و1370 مستخدما في مختلف فروع المجموعة. من جانبه، قال جون فريديريك دولو إن «كريدي أكريكول» متواجدة بالمغرب منذ 80 سنة بواسطة «مصرف المغرب»، ونريد أن نبقى 80 سنة أخرى»، في إشارة إلى استحواذ البنك الفرنسي على 77 في المائة من رأسمال «مصرف المغرب» والذي يهدف إلى أن يكون بحلول عام 2010، من بين أكبر خمسة بنوك في المملكة، حيث أكد أن المفاوضات لم تكن سهلة، وتبين للطرفين أن التجاري وفابنك تريد الاستثمار في إفريقيا و»كريدي أكريكول» تريد الاستثمار بالمغرب، وهو ما أعطى للعقد صفة الاستفادة المتبادلة، ولم ينس لولوش التنويه بالاقتصاد المغربي الذي استطاع إلى حد الآن الصمود في وجه ما يعرفه العالم من أزمات مالية حادة، وكذلك بالبنك الذي يمثله، حيث أكد أن «كريدي أكريكول» الفرنسي كان من بين المؤسسات البنكية القليلة جدا بفرنسا التي استطاعت تخطي الأزمة المالية، مؤكدا على أن الحالة الصحية للبنك جيدة. يذكر أن التجاري وفابنك ينشط في تونس من خلال «التجاري وفا تونس»، وفي السينغال من خلال مؤسستين ستندمجان قريبا وهما «التجاري وفا السينغال» و»س. بي. أ. أو»، ثم في مالي من خلال فرع «بيم.إس.أ» وهو ثاني بنك بمالي، بالإضافة إلى الغابون والكونغو برازفيل والكوت ديفوار والكاميرون وموريتانيا وبوركينافاسو، فضلا عن دول أخرى، حيث تنشط المجموعة في 22 بلدا وتتوفر على 3 ملايين زبون و1250 وكالة، مع توقع أن يصل العدد إلى 6 ملايين زبون في أفق 2012.