بدا عثمان بنجلون فخورا بالنتائج التي حققتها مجموعته البنكية، التي أصبح يرى فيها فاعلا متعدد الجنسيات قادما بقوة، حلم يزكيه مساهمة «بنك أوف أفريكا» في نتائج المجموعة، وهو ما يبرر إصرار البنك على التواجد في خمسين بلدا إفريقيا في السنوات القادمة، خاصة أن الذراع الدولي للمجموعة المغربية «ميديكابيتال بنك» الذي يوجد مقره الرئيسي بلندن يتجه نحو القرب من إفريقيا من أجل تمويل تجارتها الجارية واستثماراتها. في الندوة الصحفية التي عقدها عثمان بنجلون أول أمس الاثنين بالدارالبيضاء من أجل تقديم النتائج السنوية، تجلى أن حصيلة المجموعة وصلت إلى 150 مليار درهم، مسجلة نموا بنسبة 42 في المائة مقارنة بسنة 2007، في نفس الوقت ارتفعت أرباح المجموعة ب46 في المائة، لتصل إلى 1.4 مليار درهم، وهي النتيجة التي ساهمت فيها بشكل ملحوظ « بنك أوف أفريكا»،غير أن الأرباح الصافية حصة المجموعة تراجعت ب2.6 في المائة لتنحدر إلى 830.4 مليون درهم، نتيجة الخسائر التي تكبدتها المجموعة في الدارالبيضاء و أوروبا و تكوين مؤونة نتيجة نقل نشاط البنك المغربي للتجارة الخارجية بارس إلى «ميديكابيتال بنك» و الاستثمارات التي أنجزتها المجموعة في سياق تطورها. وتميزت السنة الجارية بمساهمة «بنك أوف أفريكا» الذي يملك التجاري وفا بنك 42.5 في المائة من رأسماله، في تدعيم الأرباح حصة المجموعة ب13 في المائة، بحيث أشار بنجلون إلى أن مساهمة بنك أوف أفريكا، ساهمت في تعويض المجهود الاستثماري والتحملات المهمة التي تحملتها المجموعة من أجل ترسيخ تواجدها في أوروبا عبر «ميديكابيتال»، الذي يعتبر أحد الأذرع الرئيسية في التوسع الدولي للمجموعة البنكية المغربية، بحيث أن مساهمة الأنشطة الدولية في الأرباح الصافية حصة المجموعة وصلت إلى 7 في المائة. وتجلى من خلال من تصريحات البنك المغربي للتجارة الخارجية، أنه تأثر بالهزات التي عرفتها بورصة الدارالبيضاء وأوروبا، وانعكس عليه سلبا تراجع قيمة الجنيه الإسترليني، الأمر الذي دفع البنك إلى تكوين مؤونة ب 461 مليون درهم، مما ساهم في تخفيض أرباح البنك ب301 مليون درهم، فالتذبذب الذي ميز أداء بورصة الدارالبيضاء أثقل تحملات البنك المغربي للتجارة الخارجية عبر تكوين مؤونة ب 157 مليون درهم أملاه تراجع قيمة سهم البنك، غير أن برامج المراقبة الذاتية ساعدت على تصحيح التقلبات التي يعرفها سعر السهم، بل إن برامج إعادة الشراء الذي انخرط فيه البنك منذ2002 ساعدت على ضخ مداخيل جديدة بقيمة مليار درهم. وتشير الأرقام التي يوفرها البنك إلى ارتفاع ودائع الزبناء ب 38.4 في المائة في السنة الماضية، حيث انتقلت إلى 113.4 مليار درهم، مقابل 81.9 مليار درهم في 2007، هذا في الوقت الذي وصلت القروض التي وزعها البنك في السنة الماضية إلى 85.7 مليار درهم، مسجلة نموا بنسبة 44.6 في المائة. و تدعمت الأنشطة التجارية للبنك بارتفاع الهوامش على الفوائد والعمولات على التوالي ب 6 و10 في المائة، إلا أنه تم تلطيف ذلك بانخفاض عمليات السوق بنسبة ناقص 35.5 في المائة، وهو الأمر الذي يرتبط بتراجع أداء سوق البورصة في النصف الأخير من السنة الماضية.