فيما شهدت حركة النقل لليوم الثاني على التوالي شللا شبه كامل بعدد من المدن المغربية، قالت مصادر من وزارة التجهيز والنقل إن الوزارة لا تتوفر على أي إحصائيات بشأن إضراب مهنيي النقل. واكتفت تلك المصادر بالقول «سنرسل لكم الإحصائيات حالما نتوصل بها». ولم تستبعد مصادر نقابية أن تستمر الحركة الاحتجاجية أياما أخرى في حالة لم تستجب وزارة النقل للمطالب التي تدعو إليها، وهو الأمر الذي سيفاقم متاعب ومعاناة المواطنين ويعطل مصالحهم الحيوية، خاصة أن النقل العمومي والخاص، الذي لا يقدم خدمات للمواطنين بشكل يحفظ إنسانيتهم وآدميتهم في الأيام العادية، بدا عاجزا عن استيعاب آلاف المواطنين خلال هذه الفترة الاستثنائية التي تشهد الإضراب. وقد فوجئ المواطنون أمس الثلاثاء بتواصل إضراب مهنيي النقل لليوم الثاني على التوالي، ووجد أغلبهم صعوبات كبيرة من أجل الوصول إلى مقرات عملهم، فيما شلت الحركة في قطاع النقل التجاري أغلب موانئ المغرب مثل ميناء الدارالبيضاء الذي شهد شللا تاما، إضافة إلى المحطات الطرقية كما أضرب أغلب سائقي الطاكسيات الصغيرة والكبيرة. وقال محمد ميطالي، الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية الديمقراطية لسائقي شاحنات الوزن الثقيل في اتصال مع «المساء»، إن قرار تمديد الإضراب اتخذ مساء أول أمس الاثنين لمدة 24 ساعة. ولم يستبعد هذا المسؤول النقابي أن تستمر هذه الحركة الاحتجاجية أياما أخرى. وأوضح قائلا: «سنظل نمدد يوميا الإضراب حتى لو بقينا على هذا الوضع شهرا طالما أن أي جهة رسمية لم تتصل بنا من أجل فتح باب الحوار حول مطالبنا». من جهة أخرى، تعرض عدد من أصحاب الطاكسيات الصغيرة والكبيرة لمضايقات من طرف بعض المضربين عن العمل بعدد من المناطق بمدينة الدارالبيضاء، وقام بعضهم بتكسير زجاج بعض الطاكسيات، فيما منع البعض الآخر طاكسيات أخرى من نقل الركاب. وذكر عبد الله حموشي، الكاتب العام للجامعة الوطنية الديمقراطية لأرباب الشاحنات لنقل البضائع بالموانئ المغربية، في اتصال مع «المساء»، أن مدينة حد السوالم شهدت أحداث عنف. وقال إن بعض الشركات قامت بتعويض سائقي الشاحنات المضربين بآخرين جدد، مضيفا «أن أحد الشبان الذي عوض سائقا مضربا، قلب شاحنة كانت تحمل الفيول بمنطقة حد السوالم». وعلى صعيد آخر، ذكر مراسل «المساء» بتارودانت أن حركة النقل عرفت شللا تاما بالمحطة الطرقية باب الزركان بمدينة تارودانت إثر الإضراب الوطني، الذي دعت إليه مختلف نقابات النقل. وقد تسبب هذا الإضراب في تعطيل مصالح المواطنين الذين وجد معظمهم صعوبة بالغة في قضاء مختلف أغراضهم الإدارية بالمدينة، بعد أن توقف سائقو الطاكسيات الصغيرة عن العمل طيلة اليوم، وكذلك الشأن بالنسبة للمسافرين الذين لم يجدوا وسيلة نقل للتوجه إلى المدن المجاورة كأكادير وآيت ملول وأولاد تايمة... لقضاء مختلف أغراضهم الخاصة، مما دفع بعضهم إلى الاستعانة «بالأوتوسطوب» كوسيلة بديلة للتنقل. وفي هذا الصدد عاينت «المساء» مجموعة من المواطنين الذين وقفوا في طوابيرعلى طول الطريق المؤدية إلى مدينة أولاد تايمة، على أمل العثور على وسيلة نقل تقلهم إلى أقرب محطة قريبة، كما أن البعض الآخر أفلح في الحصول على مقعد داخل سيارات النقل السري، التي ارتفع الطلب عليها رغم الخطورة البالغة التي يشكلها هذا الصنف من السيارات على أرواح المواطنين، خاصة أن أغلبها يوجد في حالة ميكانيكية مهترئة، بالإضافة إلى المسالك الوعرة التي يسلكها هؤلاء السائقون تفاديا لمراقبة حواجز رجال الأمن. ومن جهة أخرى، تبرأت الجامعة الوطنية لنقابات أرباب النقل العمومي على الطرق بالمغرب في بلاغ صحفي، توصلت «المساء» بنسخة منه، من البلاغ الصادر عن نقابة اتحاد الجامعات المهنية الذي تعلن فيه عن شن إضراب أول أمس الاثنين. وجاء في البلاغ أن «أرباب النقل العمومي للمسافرين غير معنيين بهذا القرار وأننا لا نفهم الأسباب الحقيقية الداعية إلى اتخاذه مادام أن الحوار مازال مفتوحا ومتواصلا مع الوزارة الوصية بخصوص كل المواضيع المصيرية والمستقبلية للنقل»، مستنكرة «كل قرار يتخذ باسم الجامعات المهنية من شأنه زرع البلبلة وزعزعة الاستقرار ببلادنا».