تسبب الإضراب الوطني في قطاع النقل الطرقي، الذي دعت إليه حوالي 19 هيئة نقابية وجمعوية ممثلة للمهنيين صباح أمس الإثنين، في شل حركة النقل بميناء الدار البيضاء، حيث استجاب أرباب وسائقو شاحنات الوزن الثقيل لنداء الإضراب. وفيما اعتبر محمد النوري، نائب الكاتب العام للنقابة الوطنية لنقل البضائع بالميناء، أن سبب الدعوة إلى هذا الإضراب جاء نتيجة تغييب المهنيين في كل القرارات التي يتم إصدراها، أكد كريم غلاب، وزير النقل والتجهيز في اتصال هاتفي ل«المساء»، أن «المشروع الجديد لمدونة السير خضع لمشاورات مكثفة مع مهنيي قطاع النقل منذ 2007، وبعض الذين دعوا إلى الإضراب كانوا من الشخصيات التي حضرت هذه المشاورات وشاركت في الحوار الذي توصل إلى خلاصات عملت الحكومة على الالتزام بها وأدمجت كل التعديلات التي تم التوصل إليها في المسودة التي صادق عليها مجلس النواب». وقال غلاب: «نحن اليوم أمام مفارقة.نحن لا ندري بماذا يطالب المضربون عن العمل، مع العلم أن كل المطالب وكل الخلاصات التي تم التوصل إليها في المشاورات أدرجت في المسودة، إذ أدخلنا قرابة 275 تعديلا». وأضاف غلاب «أعتقد أن الإضراب الحالي لا داعي له وغير مبرر ويؤدي إلى المس بمصالح المواطنين». وقال مديورات ميلود، الكاتب العام للنقابة الوطنية لنقل البضائع وأرباب النقل بميناء الدار البيضاء، إن المهنيين استجابوا للإضراب بنسبة تقارب 80 في المائة، وما بين 60 و70 في المائة على الصعيد الوطني. وبطريق الجديدة، وعلى مقربة من مكتب الصرف بالبيضاء، تجمع العشرات من أرباب سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، الذين امتنعوا عن نقل الركاب إلى أماكن عملهم، ونفس الأمر تكرر بكل أماكن وقوف سيارات الأجرة بالبيضاء، حيث تجمع العديد من الركاب القادمين من منطقة سيدي معروف أولاد حدو على طول الطريق رقم 1029. وباستثناء بعض سيارات الأجرة الصغيرة التي كانت تجوب شوارع العاصمة الاقتصادية، شاركت نقابات سيارات الأجرة الكبيرة في الإضراب الذي دعت إليه 19 هيئة نقابية وجمعوية لمهنيي قطاع النقل الطرقي. وأفاد عبد الله حموشي، الكاتب العام للجامعة الديمقراطية لأرباب الشاحنات لنقل البضائع بالموانئ المغربية، في تصريح ل«المساء»، أن « ما يزيد عن 4000 من شاحنات العربات و3500 من الشاحنات القلابة شاركت حاليا في الإضراب على صعيد الموانئ، خصوصا بميناء البيضاء» . أما على المستوى الوطني، يضيف حموشي،» فإن استجابة أرباب الشاحنات الناقلة للصهاريج تزيد عن 80 في المائة». وعلمت «المساء» أن سيارات الأجرة الكبيرة الرابطة بين الجديدة ومولاي عبد الله استجابت للإضراب بنسبة 90 في المائة حسب مصادر نقابية، فيما سجلت مشاركة تقارب المائة في المائة في قطاع سيارات الأجرة الصغيرة وحافلات النقل العمومي بالمدينة. وفي اتصال هاتفي ل«المساء»، أكد محمد ميطالي، الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية لسائقي الوزن الثقيل، أن «الإضراب كان ناجحا 100 في المائة، وخير دليل على ذلك أن كل المواقع التي قمت بزيارتها بالدار البيضاء منذ الساعات الأولى من الصباح تشهد شللا تاما. فالحركة متوقفة بسوق الجملة، والميناء يشهد شللا تاما. كما أن محطات الطاكسيات بكل من سيدي البرنوصي والألفة والحي الحسني ودار بوعزة وأولاد زيان وبوسكورة جامدة بالمرة». وحمل ميطالي الوزارة الوصية مسؤولية هذا الإضراب والإضرابات السابقة بسبب تجاهلها لمطالب النقابات والجمعيات رغم الطلبات المتعددة. وأضاف ميطالي قائلا «في الحقيقة، وزارة النقل لا تعترف بنا ولا تعرفنا، لأننا في اعتقادها لا نمثل أي شيء. مطالبنا بسيطة جدا: نريد إلغاء العقوبات السالبة للحرية التي يتضمنها مشروع مدونة السير الجديدة»، معتبرا أن وزير النقل والتجهيز يغ الط الرأي العام بتصريحات لا أساس لها من الصحة، فضلا عن أن الوالي السابق لمدينة الدارالبيضاء محمد القباج ووزير النقل لم يلتزما بما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات السابقة، التي تقضي بعدم تطبيق أي حرف من الاتفاق على مهنيي النقل بدون مواقفتهم، غير أن العكس هو الذي حصل ولم يتم احترام بنود الاتفاق.