في الوقت الذي قررت فيه نقابات النقل الطرقي تمديد الإضراب حتى إلغاء مشروع مدونة السير الجديدة، قرر مجلس المستشارين، في خطوة مفاجئة، أول أمس السبت، إيقاف النقاشات بشأن المشروع الذي أثار موجة احتجاجية كبيرة من قبل مهنيي النقل. وفيما عبر أحد أعضاء مجلس المستشارين عن استغرابه من القرار الذي اتخذ بشكل مفاجئ بعد تدخل ما أسماه «جهات عليا» في الموضوع، نفى رئيس مجلس المستشارين المعطي بنقدور أي شكل من أشكال التدخل. وقال بنقدور: «لا أبدا، لم يتصل بنا أي أحد. نحن مؤسسة مستقلة واتخذنا قرارنا بكل استقلالية»، مضيفا «اتصلت بالسيد رئيس لجنة المالية بعدما وقع شنآن داخل اللجنة بشأن مشروع مدونة السير الجديدة وطلبت منه إيقاف المناقشة بعدما تبين لنا أن إضراب النقل أخذ منحى تصاعديا وشهدت عدد من المدن تطورات خطيرة وحصل شلل في الميناء وأصبح الخصاص كبيرا في الخضر والمواد الأولية وتضررت الشركات جراء أسبوع كامل من الإضراب في قطاع النقل». وهكذا قررت الهيئات النقابية والجمعوية المشاركة في إضراب النقل الطرقي بالمغرب، خلال ندوة صحفية عقدت صباح أمس الأحد بمقر الاتحاد الجهوي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالبيضاء، تمديد الإضراب إلى حين إلغاء مدونة السير وليس تعليق النقاش بشأنها. وفي تصريح ل«المساء»، قال عبد الله حموشي، الكاتب العام للجامعة الوطنية الديمقراطية لأرباب الشاحنات ونقل البضائع بالموانئ المغربية، إن «الجامعة ومناضليها ترفض هذه المدونة وتطالب بإلغائها، وإن كان غير ذلك فنحن مستعدون لإدخال هذا الإضراب في كتاب غنيس». وأضاف حموشي «ننصح وزارتنا الوصية، التي تنهي كل وصلاتها الإشهارية ب«لنغير سلوكنا» أن تكون قدوة لنا بتغيير سلوكها ومنهجها الإقصائي». وعلى صعيد آخر، تسبب الإضراب في تراجع مخزون محطات الوقود إلى 80 في المائة، وفي شل الحركة ببعض المطاحن بعد نفاد مخزون الحبوب نتيجة توقف 2500 شاحنة لنقل الحبوب بجميع موانئ المغرب، وخصوصا بجهة الدارالبيضاء والضواحي، وكذا توقف شاحنات نقل مسحوق السكر«سنيدة». كما تسبب الإضراب في توقف شاحنات الصهاريج عن توزيع الوقود، خصوصا بشركة «أفريقيا غاز». كما توقفت الحركة بشركات الإسمنت، منها 1400 شاحنة ب«لافارج» التي تقوم بتوزيع ما يناهز 14 ألف طن من الإسمنت في اليوم، و600 شاحنة ب«هولسيم سطات»، و400 شاحنة ب«إسمنت تمارة»، وحوالي 1600 شاحنة ب«اسمنت المغرب» بآسفي. كما توقفت شاحنات التبريد لنقل السمك بكل من الجديدةوالدارالبيضاء. وفي السياق ذاته، توقفت الشاحنات التي تقل الأسمدة الكيماوية من المكتب الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر وآسفي إلى شركات «فرتيما» وشركات أخرى تعمل في صناعة الأسمدة الفلاحية.