لم تتمكن أكثر من 20 نقابة من شل حركة النقل في المغرب كما كان متوقعا بالرغم من تصريحات بعض مسؤولي النقابات التي دعت إلى الإضراب، والتي أكدت أن الإضراب كان «ناجحا»، في حين أكدت وزارة النقل أن الدعوة إلى الأضراب لم يكن لها أي تأثير على الواقع. وبدأ محمد البطان، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية لمهنيي سيارة الأجرة، في تعداد نسب مشاركة توحي بأن الإضراب قد نجح بالفعل. وقال، في اتصال مع «المساء» صباح أمس، إن نسب المشاركة في الإضراب وصلت إلى حدود 100 في المائة في بعض المدن مثل أكادير. غير أن النقابات التي لم تشارك في الإضراب سجلت فشل النقابات المضربة في شل حركة النقل بأغلب المدن. وعلل عصفور عبد الله، مستشار بالاتحاد العام للنقابات المهنية، ذلك بأن الإضراب لم تكن له «دواع حقيقية، وبالتالي فمن الطبيعي أن ينتهي إلى الفشل الواضح، خصوصا وأن تلك النقابات لا تمثل إلا أنفسها، أما بالنسبة إلينا نحن في الاتحاد العام للنقابات المهنية، فقد طالبنا بتعديل في بنود مدونة السير وهي تهم: إعادة النظر في التنقيط والعقوبات السالبة للحرية، ولا يجوز استباق الحدث، فقد تم توجيه رسائل إلى قسم المستشارين ولا زلنا ننتظر خروج المدونة إلى حيز التطبيق للنظر فيها، وحينها سنتخذ القرار المناسب». من جهته، أكد أحمد حركات، عضو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فشل إضراب قطاع النقل. وقال، في تصريح ل«المساء» صباح أمس، إن «الأمور عادية جدا في الميناء والكل يشتغل، أرى أن النقابات التي دعت إلى خوض هذا الإضراب كانت تهدف إلى الظهور في الصورة، خصوصا مع قرب الانتخابات»، معتبرا أنه لا توجد دواع مقنعة لخوض الإضراب الوطني المستمر لمدة خمسة أيام. أما ميطالي محمد، رئيس اتحاد النقابات المهنية لقطاع النقل والكاتب الوطني للجامعة الوطنية الديمقراطية للوزن الثقيل، فقد وصف الإضراب الذي خاضته مجموعة من النقابات المهنية ب«الإضراب الملغوم». وأوضح ميطالي قائلا: «نحن في الاتحاد لسنا ضد السائق ولكننا مع الحوار، لقد ناضلنا من أجل تعديل المدونة. وفي نظري، فهذه النقابات يجب عليها أن ترقى إلى المستوى الوطني، وأن يكون لديها حس وطني، لا أن تخدم مصالحها خصوصا وأن الانتخابات على الأبواب». ومن جهته، قال وزير النقل، كريم غلاب، في اتصال هاتفي مع «المساء» صباح أمس، إن الإضراب لم ينجح، وأوضح قائلا: «إلى حدود الساعة، حركة النقل عادية جدا في جميع محطات النقل الطرقية، سواء بالنسبة إلى شاحنات نقل البضائع أو سيارات الأجرة. حركة النقل جد طبيعية كما نشهدها يوميا، وبالتالي نلاحظ أنه لم تكن هناك استجابة لهذا الإضراب». ساد ترقب كبير وسط المصالح الأمنية طيلة يومه الخميس في ظل إعلان عدد من النقابات تنظيم إضراب لمدة 5 أيام انطلاقا من يومه أمس الخميس. وحسب مصدر أمني رفض الكشف عن هويته فان المصالح الأمنية بالبيضاء عززت عدد من المواقع باحتياطات من المخزن وقوات التدخل والبلير تحسبا لأي طارئ خاصة، يضيف نفس المصدر، أن تعليمات عليا باعتقال كل من حاول عرقلة العمل اليومي لعدة أماكن عمومية، كالميناء وأسواق الجملة إلى غير ذلك. وقد أعرب نفس المصدر الأمني عن ارتياحه للأجواء التي مر فيها الإضراب يومه الخميس قبل أن يضيف أنه سجلت عدة محاولات لعرقلة عمل بعض سائقي سيارات الأجرة من طرف زملاء لهم أو من طرف بعض المحسوبين على المنظمات النقابية. وفي هذا الإطارأشار المصدر إلى اعتقال أحد الأشخاص بحي البرنوصي بعد أن تدخل وألحق أعطابا بسيارة اأجرة كان صاحبها قد امتنع عن الإضراب.