في أبريل 2008 توجهت الأنظار في الدار البيضاء إلى المنطقة الصناعية في ليساسفة بعمالة مقاطعة الحي الحسني، والسبب هو الحريق الذي اندلع في شركة "روزامور" وخلف الكثير من الضحايا. آنذاك تحدث الكثير من المسؤولين المحليين والمركزيين عن ضرورة إعادة تأهيل هذه المنطقة التي تعد واحدة من أكبر المناطق الصناعية في المدينة، إلا أنه مع توالي السنوات تبين، حسب بعض الفاعلين في هذه المنطقة، أن ذلك كان مجرد كلام كان موجها للاستهلاك الإعلامي. قضية المنطقة الصناعية في ليساسفة عادت من جديد إلى الواجهة، وذلك بسبب عدم إدراجها ضمن مشروعي اتفاقيتين تتعلقان بإعادة تأهيل المنطقة الصناعية أولاد حادة التي تمتد على مساحة 850 هكتارا بالجماعة القروية سيدي حجاج بإقليم مديونة والتي خصص لها مبلغ 5 ملايين الدرهم، والمنطقة الصناعية مولاي رشيد المصادق عليهما مؤخرا في الدورة العادية لمجلس الجهة. وأكد الطاهر اليوسفي، عضو مجلس الجهة، أنه حان الوقت لإدراج هذه المنطقة في الدورة المقبلة للجهة، خاصة أنها تضم لوحدها أزيد من 250 وحدة صناعية وتساهم في تشغيل يد عاملة مهمة، وقال موجها خطابه إلى والي الجهة خالد سفير، "العديد من المسؤولين زاروا المنطقة الصناعية في ليساسفة أثناء الحريق الذي اندلع في شركة "روزامور"، وللأسف لم يجدوا حتى الطريق والمسالك الطرقية للمرور إلى هذه الشركة ولابد من برمجة اتفاقية بخصوص هذه المنطقة خلال الدورة المقبلة لتأهيلها". المشاكل التي تعانيها المنطقة الصناعية في ليساسفة تكاد تكون القاسم المشترك بين العديد من المناطق الصناعية في مدينة تسعى إلى أن تتحول إلى قطب مالي، وتعتبر من المدن الصناعية الأولى على الصعيد الوطني. فمجموعة من المناطق الصناعية لا تتوفر على الشروط الضرورية التي عادة ما يجب أن تتوفر في هذه المنطقة، والتي يمكن أن تستقطب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية، وحذر مصدر ل"المساء" من الوضعية التي تعيشها بعض المناطق الصناعية، مؤكدا أن العاصمة الاقتصادية قد تفقد مكانتها في حال ما إذا ما استمرت الأوضاع على هذا الشكل. وفي محاولة لتخفيف حدة المشاكل التي تعرفها عدد من المناطق الصناعية البيضاوية جرت المصادقة يوم الجمعة الماضي على اتفاقية لتأهيل المنطقة الصناعية مولاي رشيد، وذلك بعد الجدل الكبير حول أوضاع هذه المنطقة. وسيساهم في تنفيذ هذه الاتفاقية كل من وزارة الصناعة وجهة الدارالبيضاء وجمعية الصناعيين بمنطقة مولاي رشيد والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أما بخصوص المنطقة الصناعية أولاد حادة فإن المساهمين الأساسيين في عملية تأهيلها هم وزارة الصناعة والتجارة، ومجلس الجهة ومجلس إقليم مديونة والجماعة القروية لسيدي حجاج واد حصار والمركز الجهوي للاستثمار. وكان مصدر مسؤول قال ل"المساء إن "العديد من الصناعات التقليدية في الدار البيضاء، وهي النسيج والحديد وغيرهما بدأت تتراجع، بسبب المشاكل التي تعرفها مجموعة من المناطق الصناعية في الجهة، والمسؤولية يتحملها العديد من المتدخلين. وأكد أنه إذا كانت الدار البيضاء تعيش بعض التحرك على مستوى ظهور صناعات متطورة، إضافة إلى وجود رغبة في إحداث قطب مالي، فلا يجب أن يتم ذلك على حساب ما أسماه الصناعات التقليدية، وأكد أنه "لا يجب أن يتم تهميش الصناعات التقليدية في الدار البيضاء والتي جعلت المدينة تحتل المرتبة الأولى في الصناعة وطنيا.