تستعين أسر فقيرة في الدواوير التابعة لإقليم بولمان بمخلفات غير بيئية لاستخدامها في عمليات التدفئة بالمنازل جراء عدم قدرة هذه الأسر على شراء الحطب، الذي يشهد ارتفاعا في الأسعار، وهي عبارة عن مخلفات لمواد صناعية قابلة للاشتعال بديلا عن الحطب. «كاوتشو» وأحذية وأكدت اغنينو يطو، رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببولمان، بأن استخدام المخلفات البلاستيكية المنزلية في عملية التدفئة، من أكياس نايلون وأوان بلاستيكية قديمة، وقيام بعض العائلات بقص «كاوتشو» وإطارات السيارات القديمة ووضع الأحذية القديمة، وملابس الجينز والصوف والنايلون والبوليستر يعد خطيرا جدا على الصحة والبيئة. وأشارت يطو، في تصريحها ل»المساء»، إلى أن هذه المواد سريعة الاشتعال، والتي تزيد من حرارة التدفئة بالداخل، وعند خروجها من درجة حرارة عالية عن طريق مخارج التدفئة إلى الخارج، حيث درجات الحرارة منخفضة جدا، تتحول إلى غازات سامة أو جزيئات صلبة ذات أحجام مختلفة منتشرة في الهواء، مؤكدة أن هذه المواد سوف تؤثر على البيئة الخارجية للمنزل وعلى الإنسان والحيوان كذلك مسيرات ووقفات وأضافت يطو بأن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خاض طيلة سنوات وقفات احتجاجية، وقام بمسيرات من أجل دق ناقوس الخطر الذي يهدد صحة ساكنة بولمان والدواوير التابعة له، وهي: انجيل، كيكو، سرغينة، المرس وسكورة. وأوضحت رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببولمان في السياق ذاته بأن إقليم بولمان يعاني قساوة البرد ستة أشهر في السنة، بخلاف مناطق مغربية عدة، مضيفة: «لا نعرف لفصل الصيف طعما». وقالت يطو إن الدواوير التابعة لإقليم بولمان يعتمد فقراؤها على الأحذية القديمة والألبسة الرثة لأجل التدفئة ومواجهة شدة البرد. غلاء خشب التدفئة وأوضحت يطو بأن السبب الأساس الذي يجعل الأسر في بولمان تستعين بهذه المواد السامة هو الارتفاع المهول لثمن خشب التدفئة، الذي تسيطر عليه أقلية من التجار، الذين يتحكمون في سعره، الذي يتجاوز في أحيان كثيرة، عند تزايد الطلب عليه مع شدة البرد وقساوة الطقس، إلى ألف درهم للطن، مما يجعل الأسرة الواحدة تحتاج إلى حوالي 100 درهم من الخشب يوميا. إضافة إلى العقوبات الزجرية الكبيرة، التي يعاقب بها كل من اقترب من الغابة للحصول على الحطب، والتي قد تصل إلى 1500 درهم حسب الكمية التي وجدت بحوزة المقبوض عليه بتهمة سرقة الخشب من الغابة. «خنشة» الأحذية ب20 درهما وفي ظل ارتفاع أسعار الحطب والظروف الاقتصادية الصعبة تجد أن مواد البلاستيك والكاوتشو والأحذية وأي مادة قابلة للاشتعال طريقها إلى مدافئ الحطب، خاصة لدى الأسر الفقيرة نتيجة عجزها عن شراء الحطب، الذي تكون أسعاره في فصل الشتاء مرتفعة. وما يزيد الأمر حدة، تقول رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببولمان، تجاهل السلطات المعنية للمخاطر الصحية التي تنجم عن حرق المتلاشيات، بالرغم من أن الجمعية التي ترأس فرعها ببولمان دقت ناقوس الخطر أكثر من مرة، ومنذ سنة 2008، واقترحت في ملفها المطلبي حلولا تخلص الساكنة من محنتها مع التدفئة، باعتماد تسعيرة منخفضة في الكهرباء حتى تستعين الساكنة بالمدفأة الكهربائية، وتستغني عن اقتناء أحذية وملابس بالية لا يتعدى ثمنها 20 درهما. مخاطر صحية عديدة ولفتت يطو اغنينو في معرض حديثها إلى أن التعرض لهذه الغازات والأبخرة والجزيئات البلاستكية سوف يتسبب في أمراض تنفسية خطيرة على المدى البعيد، وهو ما يعاني منه الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ وحتى الشباب، حيث تنتشر أمراض مثل الربو وضيق التنفس وانتفاخ بالرئة وضعف في وظائفها، مشيرة إلى احتمال الإصابة بأورام سرطانية على المدى البعيد، إضافة إلى الأمراض الجلدية. وأوضحت يطو أن استخدام المواد الصناعية كوقود لمدافئ الحطب يتسبب في تصاعد أعمدة من الأدخنة ذات الألوان القاتمة، التي تبدو أشبه بأدخنة عوادم القطارات والمصانع والسيارات، وهو ما يضر فعلا بالبيئة وبالحيوان وبالإنسان نفسه، مشيرة إلى أن الأدخنة الناجمة عن احتراق هذه المخلفات تعد سامة، كما أنها تلوث الهواء بمواد كيماوية، وتؤدي إلى تساقط أمطار ملوثة. وأكدت يطو على أنه لا بد من إيجاد حلول لهذه الظاهرة المنتشرة في إقليم بولمان، في ظل تراجع القدرة الشرائية للسكان وقساوة البرد في الإقليم، مقترحة خفض تسعيرة الكهرباء أو بيع الحطب للمواطنين بأسعار رمزية. أدخنة قاتلة أكد اختصاصي الأمراض الصدرية المصري غنام جرار أن هذه المواد مصنوعة من المشتقات البترولية والبلاستيكية، ولها آثار سلبية على الأطفال والمرضى، خاصة المصابين بالحساسية وأمراض الربو وغيرها من الأمراض التي تتعلق بالجهاز التنفسي. وأشار إلى أن حرق هذه المواد لفترة طويلة، وما ينتج عنه من أبخرة متصاعدة قد يؤدي إلى أمراض مسببة للسرطان، داعيا الأسر التي تستخدم هذه المواد إلى تهوية المنازل باستمرار. كما أن لهذه المواد مصنوعة من المشتقات البترولية والبلاستيكية آثار سلبية على الأطفال والمرضى، خاصة المصابين بالحساسية وأمراض الربو وغيرها من الأمراض التي تتعلق بالجهاز التنفسي. وأشار إلى أن حرق هذه المواد لفترة طويلة، وما ينتج عنه من أبخرة متصاعدة قد يؤدي إلى أمراض مسببة للسرطان، داعيا الأسر التي تستخدم هذه المواد إلى تهوية المنازل باستمرار. وأكد الصيدلاني، محمد علي يوسف، أن استخدام المخلفات البلاستيكية المنزلية في عملية التدفئة من أكياس نايلون وأوان بلاستيكية قديمة، وقيام بعض العائلات بقص «كاوتشوك» إطارات السيارات القديمة والأحذية القديمة، وملابس الجنيز والصوف والنايلون والبوليستر يعد خطيرا جدا على الصحة والبيئة. وأشار إلى أن هذه المواد سريعة الاشتعال وتزيد من حرارة التدفئة بالداخل، وعند خروجها من درجة حرارة عالية عن طريق مخارج التدفئة إلى الخارج، حيث درجات الحرارة منخفضة جدا، تتحول هذه الأدخنة والأبخرة إلى غازات سامة أو إلى غازات أبخرة أو جزيئات صلبة ذات أحجام مختلفة منتشرة في الهواء، مؤكدا أن هذه المواد سوف تؤثر على البيئة الخارجية للمنزل وعلى الإنسان والحيوان القريب من هذه الأبخرة. وأوضح الصيدلاني أن هذه الأبخرة تسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، وبالذات في الرئتين اللتين تتكونان من ملايين الحويصلات الهوائية التي وظيفتها إدخال الأوكسجين إلى الدورة الدموية وإخراج غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة. وأضاف أن دخول الجزيئات البلاستيكية الصلبة ذات الأحجام المختلفة إلى مجرى التنفس، ومن ثم إلى الحويصلات الهوائية، سيؤدي إلى انسداد معظم الحويصلات الهوائية، مما يتسبب في حدوث خلل في العملية الحيوية للرئة وحدوث حساسية وأزمة وخلل في دخول الأوكسجين بالشكل الكافي، مشيرا إلى أن التعرض إلى هذه الغازات والأبخرة والجزيئات البلاستكية على المدى البعيد سوف يدخل الرئة في حالة احتشاء (تلف في الحويصلات الهوائية)، ومن ثم يسبب انتفاخا بالرئة وضعفا في وظائفا، وبالتالي ربما تحصل أورام سرطانية على المدى البعيد. وفي ظل ارتفاع أسعار المحروقات، والظروف الاقتصادية الصعبة، تجد المواد البلاستيكية و«الكاوتش»، وأي مادة بالمجان قابلة للاشتعال، طريقها إلى مدافئ الحطب، خاصة لدى الأسر الفقيرة، نتيجة عجزها عن شراء مادة الحطب أو توفيرهما، حيث أسعارهما في فصل الشتاء مرتفعة. ويتسبب استخدام المواد الصناعية كوقود لمدافئ الحطب في تصاعد أعمدة من الأدخنة ذات الألوان القاتمة، والتي تبدو، حسب وصفها من قبل السكان، شبيهة بأدخنة عوادم القطارات والمصانع والسيارات، مما يضر فعلا بالبيئة.