يسافر ستة أعضاء من الحركة الأمازيغية بآكادير، يوم غد السبت، إلى إسرائيل، للمشاركة في يوم دراسي حول موضوع «زلزال آكادير وآثاره على الأسر اليهودية جنوب المغرب»، وذلك تحت إشراف كل من مؤسسة «ياد بن زفي yad ben zvi» و الجامعة الحرة «هاييم سعدون» بالقدس. وتندرج الزيارة، بحسب مصادر من الوفد الذي يقوده مدير مهرجان الفيلم الأمازيغي رشيد بوقسيم ويضم أعضاء في الحزب الديمقراطي الأمازيغي المنحل، في سياق التعاون الثقافي بين يهود ينحدرون من مدينة آكادير وفعاليات أمازيغية من المدينة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن اليوم الدراسي، المزمع تنظيمه بالقدس، سيتبعه تنظيم مؤتمر دولي ليهود المغرب بمدينة آكادير خلال الأشهر المقبلة. وبحسب البشير أزلف، أحد أعضاء الوفد الأمازيغي المسافر إلى إسرائيل، فإن «زيارة الوفد لإسرائيل تندرج في سياق ثقافي ولا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب بالسياسة، فهي زيارة عادية كعشرات الزيارات التي يقوم بها المغاربة إلى فرنسا أو أمريكا أو غيرها من دول العالم». ويضيف عضو المجلس الوطني للحزب الديمقراطي الأمازيغي المنحل، في تصريح ل«المساء»: «نعرف أن زيارتنا ستثير حفيظة البعض، لكن لماذا لا يهاجمون المغاربة الذين يسافرون إلى أمريكا مع أنها دولة تحتل العراق؟». أحمد الدغرني، الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي المنحل، اعتبر بدوره زيارة الوفد، «عادية وتندرج في إطار الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة من طرف أمازيغيين بآكادير ويهود ينحدرون من ذات المدينة». وقال: «حنا إيمازيغن عدنا علاقات مع اليهود من أصول مغربية واللي بغا يغوت يغوت.. كل واحد له حق الاختيار فين يمشي، كاين اللي مشى لإيران وآخرين إلى الشرق الأوسط». وتأتي زيارة الوفد الذي يقوده مدير مهرجان الفيلم الأمازيغي، بعد زيارة كان قد قام بها الدغرني لتل أبيب ما بين 17و19 دجنبر 2007، للمشاركة في الندوة التي نظمتها منظمة الأمن والتعاون الأوربية. كما تأتي أياما بعد الإعلان عن تأسيس جمعية «أفراتي» التي تعنى بالشأن الثقافي اليهودي والأمازيغي، وتميز جمعها العام بإلقاء كلمة للمستشار الملكي «أندري أزولاي» عبر الهاتف رحب فيها بالفكرة. إلى ذلك، اعتبر عبد الإله المنصوري، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، زيارة الوفد الأمازيغي للقدس «خطوة من ضمن الخطوات المشبوهة التي يقوم بها بعض المعتوهين المتطرفين داخل ما يسمى بالحركة الأمازيغية، والذين يقطعون من خلالها مع كل تراث وثقافة الشعب المغربي المناهض للعنصرية والاستعمار، خاصة إذا كان هو الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطينالمحتلة». وأضاف في تصريح ل»المساء»:»هي خطوة تؤكد انعزال وعزلة هذه الأقلية المشبوهة داخل الوسط الثقافي والمدني والسياسي المغربي، الذي يرفض التطبيع بجميع أشكاله مع الكيان الصهيوني». وأبدى المنصوري استغرابه من توقيت زيارة الوفد الأمازيغي، وقال «هذه الزيارة المشؤومة تأتي في ظل ما يعانيه أشقاؤنا الفلسطينيون من خطر ومنع ممارسة أنشطتهم الثقافية في القدسالمحتلة وغيرها وفي الجامعات الفلسطينية، وفي وقت تقاطع فيه الجامعات العالمية بزعامة أكاديميين يهود نظيرتها الصهيونية خاصة في بريطانيا وشمال أروبا». وتابع قائلا:«لا مشكلة لدينا بخصوص التعامل مع اليهود المغاربة أو مطلق اليهود عبر العالم، لكننا نرفض التعامل مع عنصريين صهاينة يحتلون أرض غيرهم بعد اقتلاعهم منها». يذكر أن اليوم الدراسي المنظم تحت إشراف مؤسسة «ياد بن زفي « والجامعة الحرة « هاييم سعدون» بالقدس، سيعرف مناقشة كتاب «المدينة انفجرت» لأورنا بازيز ، يتضمن شهادتها حول الزلزال الذي ضرب آكادير سنة 1961، والذي عاشته وفقدت فيه جميع أفراد أسرتها، لتغادر بعد ذلك إلى إسرائيل.